وسلم : إن لله أمناء ، وقال في أبي عبيدة بن الجراح : «إنه أمين هذه الأمة» .. (١).
مع أن أبا عبيدة كان من الرؤوس المدبرة والمؤثرة في إبعاد أمير المؤمنين علي عليهالسلام عن الخلافة ، وكان هو ثالث الرجلين في هذا الأمر بعد عمر ، وأبي بكر ..
١٢ ـ وهو يعتبر أحمد بن حنبل من أئمة الدين وحفاظ الشريعة ، قال : «حكي أن أخت بشر الحافي سألت أحد أئمة الدين ـ هو أحمد بن حنبل ـ في الغزل الذي تغزله ..».
إلى أن قال :
«فأفتاها الإمام المسؤول ، وهو أحمد بن حنبل ، وأثنى عليها بذلك» .. (٢).
١٣ ـ ويقول : «لم يتسموا بأنبياء ولا برسل ، وأخلصوا في اتباع آثارهم ، قدماً بقدم ، كما روي عن الإمام أحمد بن حنبل المتبع ، المقتدي ، سيد وقته في تركه أكل البطيخ ، لأنه ما ثبت عنده كيف كان يأكله رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ، فدل ذلك على قوة اتباعه كيفيات أحوال الرسول في حركاته وسكناته ، وجميع أفعاله وأحواله.
وإنما عرف هذا منه ، لأنه كان في مقام الوراثة في التبليغ والإرشاد ، بالقول ، والعمل ، والحال ، لأن ذلك أمكن في نفس السامع ..
__________________
(١) راجع : الفتوحات المكية ج ١١ ص ٣٦٢ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
(٢) الفتوحات المكية ج ٤ ص ٧٩ و ٨٠ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.