بعد اليوم ، من تجويز كل فضيلة في حق أبي بكر ، وعمر ، وليتوسع الناس ، وليترخصوا في هذا الأمر ما شاؤا ، فقد حلت مشكلة ذلك الحديث المحرج ، وقد أسكتنا الشيعة باعترافنا بصلاح أئمتهم ، وباعطائهم درجة أولياء الصوفية ، وتمكنا بذلك من حفظ كل خصوصياتنا الاعتقادية ، وحفظ التسنن بمعناه الدقيق والعميق ..
وابن عربي كما يظهر من كلماته الكثيرة جداً هو من هذا الفريق العريق في التسنن ، الذين هم في الحقيقة ، الأصلب في التسنن والأصعب .. والأبعد عن إمكانية اقناعهم بالحق ..
إن نفس الباب الذي ذكر فيه ابن عربي تلك الفقرات ، قد اشتمل على أمور تخالف عقيدة الشيعة ، وأحاديثهم ، مثل أن عيسى ينزل من السماء بالمنارة البيضاء بشرق دمشق ، وأن المهدي هو الذي يصلي خلف عيسى .. (١) وغير ذلك ..
واستدلوا على تشيع ابن عربي ، بأنه لا يعمل بالقياس ، ولا يقول به .. (٢) ، وغير الشيعة هم الذين يعملون بالقياس.
ونقول :
إن ذلك لا يدل على تشيعه أيضاً ، وذلك للأمور التالية :
أولاً : إن الشافعي ، وآخرين من أئمة أهل السنة أيضاً ، لا يعملون
__________________
(١) راجع : الفتوحات المكية ج ٣ ص ٣٢٧ ط دار صادر أفست عن دار الكتب العربية الكبرى بمصر.
(٢) راجع كتاب : شرح مناقب محيي الدين ابن عربي ص ٢٩ ـ ٣١ ط حجرية.