بالقياس ، ولا يقولون به ، فهل صار الشافعي شيعياً ، فضلاً عن غيره؟!
ثانياً : لنفترض : أن ابن عربي كان وحده الذي وافق الشيعة في رفض العمل بالقياس ، فإن هذا لا يجعله في جملة «الشيعة»؟! فإن للتشيع عقائده ، وأسسه ، وأركانه .. وعلى رأسها رفض صحة خلافة أحد سوى أمير المؤمنين عليهالسلام ، واعتبار التعدي على السيدة الزهراء عليهاالسلام أمراً يوجب غضب الله ورسوله ، ويَحْرِم فاعله من أي مقام. فضلاً عن أن يتصدى لمقام الخلافة والإمامة؟!
ولم يكن ابن عربي ممن يرى ذلك في شأن من تعدى على السيدة الزهراء عليهالسلام ، واغتصب مقام الخلافة ، كما ستظهره النصوص التي أوردناها في هذه الدراسة الموجزة إن شاء الله تعالى ..
ثالثاً : إنهم ينسبون إلى ابن الجنيد الإسكافي ، أنه كان يعمل بالقياس في الفقه أيضاً (١) ، فلو صح هذا الأمر عنه ، فهل يجعله في جملة أهل السنة ، ويخرجه عن مذهب التشيع؟! ..
هذا إن لم نقل : إن القياس الذي عمل به ابن الجنيد ، هو قياس الأولوية القطعية ، الداخل في باب الظهورات ، والذي من أمثلته قوله تعالى : (لاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ) (٢) الدالة على حرمة ضربهما ..
ولعله قد اشتبه عليه الأمر أحياناً فتخيل ما هو ظني ـ بحسب الفهم النوعي ـ قطعياً ، حين حصل له القطع الشخصي به.
أو نقول : كما احتمله بعضهم : إنه كان يستعمل القياس في مناقضاته مع
__________________
(١) روضات الجنات ج ٦ ص ١٤٥ والكنى والألقاب ص ٢٦ وراجع الفهرست للطوسي أيضاً.
(٢) الآية ٢٣ من سورة الإسراء.