أهل السنة ليلزمهم بما يلزمون به أنفسهم (١).
هذا وقد نسب العمل بالقياس ، إلى الحسن بن علي ابن أبي عقيل أيضاً (٢).
فلعله بقي متأثراً بهم بهذا المقدار ، ولعل الأمر بالنسبة إليه هو نفس ما قدمناه بالنسبة للإسكافي.
وروي القول بالقياس عن الفضل بن شاذان ، ويونس بن عبد الرحمان ، وجماعة (٣).
رابعاً : قد أظهرت كلمات ابن عربي : أنه لا يرضى بالاعتراض على من يعمل بالقياس ، ويعتبر العامل به عاملاً بشرع الله أيضاً .. وليس هذا هو رأي الشيعة في هذه المسألة ..
وستأتي طائفة من عباراته الصريحة في ذلك في فصل : «سمات ومناهج ..»
خامساً : إن ابن عربي حين استدل على ضرورة استبعاد القياس ، قد وجه ما قد يدخل في عداد الإهانات لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، حيث قال :
«بل عاتبه سبحانه ، لما حرم على نفسه باليمين في قصة عائشة وحفصة ، بقوله جل وعلا : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ) (٤) ..
وكان هذا مما أرته نفسه ، فلو كان هذا الدين بالرأي ، لكان رأي النبي
__________________
(١) روضات الجنات ج ٦ ص ١٤٧.
(٢) راجع : روضات الجنات ج ٦ ص ١٤٥.
(٣) روضات الجنات ج ٦ ص ١٤٨.
(٤) الآية ١ من سورة التحريم.