٥٥ ـ ويقول : «وقد سأل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم عن أبيّ حين ارتج عليه ، يقول له : لِم لَم تفتح علي ، لأن أبياً كان حافظاً للقرآن الخ ..» (١).
ولسنا بحاجة إلى لفت نظر القارئ الكريم إلى أنه لا معنى لأن يحفظ أبي ، وينسى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو النبي المعصوم عن السهو والخطأ والنسيان ، كما هو المذهب الحق ..
٥٦ ـ ويقول عن الحديث الذي يقول : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآله إبراهيم :
«يظهر من هذا الحديث فضل إبراهيم على رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ، إذ طلب من الله أن يصلي عليه مثل الصلاة على إبراهيم» (٢).
ونقول :
إننا لا ندري كيف ظهرت له أفضلية إبراهيم على رسول الله صلىاللهعليهوآله من هذا ، فإن كون الصلاة عليهما متماثلة لا يدل على أفضلية هذا على ذاك ، ولا على العكس ، بل تستفاد الأفضلية لأي منهما من دليل آخر ..
على أننا كنا نتوقع أن تؤدي به الطريقة التي مارسها إلى أن يستنتج التساوي بينهما .. صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما .. لا أن يكون نبي الله إبراهيم عليهالسلام ، هو الأفضل ، فإن هذه المقدمات لا توصل إلى تلك النتيجة ..
__________________
(١) الفتوحات المكية ج ٦ ص ٤٤٦.
(٢) الفتوحات المكية ج ٨ ص ١٧٤.