وقد استدلوا على تشيعه بذكره مناقب أهل البيت عليهمالسلام في كتبه ، فقد قال الطهراني :
«بالرغم من أن كتب محيي الدين مشحونة بمناقب أهل البيت عليهمالسلام ، ككتاب : «محاضرة الأبرار ، ومسامرة الأخيار» ، إلا أن أساس مطالبه على أصول أهل السنة ، كمثل هذا الفص الداودي الذي ذكره ، أما في فتوحاته المكية ، الذي ألفه في مكة ، فليس فيه ما يوافق أصول السنة» (١).
وأقول :
أولاً : إن جميع ما ذكره في كتبه من مناقب العترة إذا كان أساسه هو أصول أهل السنة ، فهو دليل على تسننه.
لأن المائز بين التشيع والتسنن ليس هو رواية مناقبهم عليهمالسلام ، أو قبولها ، أو إنكارها ، بل هو القبول بأحقيتهم عليهمالسلام بمقام الخلافة بعد رسول الله ، وبطلان خلافة من تقدم عليهم ..
ثانياً : إن قوله : إن كتاب الفتوحات لم يتضمن شيئاً يوافق أصول السنة .. لا يفيد في إثبات تشيعه. بل المفيد هو إثبات : أنه موافق لأصول مذهب الشيعة الإمامية ، ليمكن الحكم بتشيع مؤلفه ، حين تأليفه لذلك الكتاب على الأقل ..
فإن كان قد ألف تلك الكتب الموافقة لأصول مذهب السنة بعد ذلك الكتاب ، فيحكم بتسننه من أجل ذلك.
وإن كان ذلك الكتاب هو آخر مؤلفاته ، فإنه يحكم بتشيعه في آخر حياته. على فرض تضمن ذلك الكتاب أي شيء يدل على تشيعه ..
__________________
(١) الروح المجرد ص ٣٣٧.