وبعد ، فإن من يراجع حياة ابن عربي يجد : أن منهجه غريب عن منهج الشيعة والتشيع ، وعن كل ما قرره أهل البيت عليهمالسلام ، وأن سمات التسنن العميق ظاهرة عليه في مختلف المجالات التي تصدى للحديث عنها ..
ونحن نورد في هذا الفصل «متفرقات» من هذه السمات ، ونماذج من تلك المناهج ، تؤكد هذه الحقيقة ، فنقول :
١ ـ قال في الدعاء في الباب الأخير من «الفتوحات» :
«اللهم اسمعنا خيراً ، وأطلعنا خيراً! ورزقنا الله العافية ، وأدامها لنا ، وجمع الله قلوبنا على التقوى ، ووفقنا لما يحب ويرضى! (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (١) ..
ثم يقول :
«.. هذا الدعاء سمعته من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في المنام ، يدعو به بعد فراغ القارئ عليه من كتاب «صحيح البخاري» ، وذلك سنة
__________________
(١) الآية ٢٨٦ من سورة البقرة.