٢٢ ـ ويقول : «واتفق لي مع بنت كانت لي ترضع ، يكون عمرها دون السنة ، فقلت لها : يا بنية ـ فأصغت إلي ـ ما تقولين في رجل جامع امرأته ، فلم ينزل ، ما يجب عليه؟
فقالت : يجب عليه الغسل.
فغشي على جدتها من نطقها. هذا شهدته بنفسي ..» (١).
٢٣ ـ ويقول : «ولما رأيت الله تعالى قد فتح إلى قلبي باب الحكمة ، وأجرى فيه بحارها ، وسبح سري في سبحها ، حتى إني والله ، لأنظر إلى معظم البحر ، إذا اشتدت عليه الرياح الزعازع ، فعلا موجه ، وارتفع دربه.
ثم انظر إلى تموّج بحر المعارف والأسرار في صدري ، فأجد معظم ذلك البحر بما وصفناه ، من تلاطم الأمواج ، ساكناً لا حراك به ، عند تموج بحر العلم في صدري ، واصطفاقه ، لاسيما في مكة المشرفة ، فداخلني من ذلك رعب شديد ، وجزع عظيم ، وخوف متلف ، فعزمت على قطع الميعاد ، وأن لا أقعد للناس.
فأُمِرْتُ بالقعود والنصيحة للحق ، قسراً ، وحتماً واجباً ، فقعدت الخ ..» (٢).
قال بعض الإخوة ـ جاداً أو مازحاً ـ : لربما يكون لكلامه حقيقة ، بأن يكون بعض شياطين الجن قد أمره بذلك!! ولعله هو الذي زين له وأراه بحر المعارف في صدره!!
__________________
(١) راجع : الفتوحات المكية ج ١٠ ص ٧٩ بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
(٢) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص ١٢٣.