ثالثاً : إنه ليس صحيحاً قوله : إنه ليس في كتاب الفتوحات ما يوافق أصول أهل السنة .. والصحيح هو أن كل ذلك الكتاب مبني على أصولهم في الاعتقادات ، وفي الفقه ، والتاريخ ، والرجال ، و .. و .. الخ .. وأدنى مراجعة له خير شاهد على ما نقول ، وتتضمن دراستنا الموجزة هذه ، عشرات الموارد من ذلك الكتاب بالذات ، وكلها قد جاءت مبنية على أصول السنة ..
رابعاً : إن ذكر مناقب أهل البيت عليهمالسلام ، في المواقع المناسبة ، لهو مما يلتزم به كل مسلم ، ولكن المهم هو التصريح بلوازم ومعاني تلك المناقب. وهو دلالتها على بطلان خلافة المتقدمين على الإمام علي عليهالسلام ، وعلى أنهم كانوا معتدين عليه ، وغاصبين لحقه ..
وقد ذكر مؤلفوا كتب الصحاح وغيرها ، مثل صحيح مسلم ، ومسند أحمد ، وسنن ابن ماجة ، وأبي داود ، وصحيح البخاري ، وغير ذلك .. الكثير من مناقبهم عليهمالسلام ، مع الالتزام الشديد منهم بأصول التسنن ومناهجه ..
وقد استدلوا على تشيعه بكلمة نسبوها إليه ، يصرح فيها ـ بحسب قولهم ـ : بأن الإمام علياً عليهالسلام : «إمام العالم».
وقالوا : إن الفيض والشعراني يقولان : إن صاحب الفتوحات بعد أن ذكر أن نبينا صلىاللهعليهوآله أول ظاهر في الوجود ، قال :
«وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب ، إمام العالم ، وسر الأنبياء أجمعين» (١).
__________________
(١) الردود والنقود ص ٣٤٥ ط سنة ١٤٢٣ ه للشيخ إبراهيم آل عرفات القطيفي القريحي المتوفي أواسط القرن الثالث عشر .. وكلمات مكنونة ص ١٨١ وراجع اليواقيت والجواهر ، للشعراني ج ٢ ص ٢٠ المبحث ٣٢ ، والروح المجرد ص ٣٤٦.