ونقول :
أولاً : قد ذكرنا في فصل : «هكذا يدافعون عن ابن عربي» ، تحت عنوان : «الدس في كتاب الفتوحات» وغيره : أن كتب ابن عربي قد تعرضت للدس والتحريف ، فزادوا فيها ما يخالف مذهب أهل السنة ، فإذا صح قولهم هذا ، فلا بد أن تكون هذه الكلمة من أوضح مصاديق هذا المدسوس عليه .. لأن أهل السنة لا يرضون بمضمونها حتماً وجزماً ، ويسعون إلى تكريس هذا الأمر في أبي بكر ..
إلا إذا أريد منها معنى يتناسب مع اعتقاداتهم ومناهجهم.
ثانياً : إن الشعراني وغيره يدَّعون : أنه قد زيد في كتاب الفتوحات المكية ما يخالف مذهب أهل السنة ، ولا يدعون وجود نقيصة فيه. ورغم ذلك ، فإن هذه العبارة المنسوبة إليه لا توجد في الفتوحات ، وهذا معناه : أن التحريف بالنقيصة حاصل أيضاً .. والظاهر : أنها عبارة مستنبطة بصورة خاطئة سنشير إليها بعد صفحات يسيرة ..
ثالثاً : إن ما ذكره ابن عربي حول أبي بكر ، وعمر ، وطلحة ، والزبير ، وعائشة ، وحتى معاوية ، والمتوكل ، فضلاً عن الحجاج ، لا يبقي مجالاً لاعتقاد : أنه يقصد بالإمامة للعالم هو الإمامة بمعناها الشيعي ، بل هو ـ لو صحت نسبة هذه الكلمة إليه ـ يقصد إمامة لا تتعارض مع جلوس أبي بكر على العرش ، ومع عصمة عمر ، ومع تعظيم المتوكل ، والحجاج ، وما إلى ذلك ..
رابعاً : قد ذكرنا : أنه قد صرح بأن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يستخلف أحداً من بعده .. (١) ، وأن تأويل كلامه بإرادة الخلافة الصوفية ، لا
__________________
(١) راجع : فصوص الحكم ص ١٦٣.