أبي بكر وعمر أيضاً ، باعتبار أن الوصاية لعلي ـ عندهم ـ إنما هي في الأمور المتعلقة بشخص النبي ، كالديون ، والودائع ، وبعض ما يرتبط بالتعامل مع أبنائه ، أو مع غيرهم ، وما إلى ذلك ..
ثالثاً : إنه هو نفسه يصرح بأنه لم يكن بين رسول الله صلىاللهعليهوآله وبين أبي بكر رجل! ألا يدل ذلك على أنه يرى أبا بكر في المقام الأول بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟!.
يضاف إلى ذلك : ما سوف نورده في هذه الدراسة ، من نصوص فإنها تكفي لإظهار حقيقة اعتقاده في أبي بكر وعمر ، وعائشة ، وسائر المناوئين للإمام علي عليهالسلام. الأمر الذي لا ينسجم مع اعتقاده بالوصاية لعلي في تولي أمور الناس بعده صلىاللهعليهوآله ، إلا إذا كان يرى الجمع بين الأضداد.
رابعاً : إنه يصرح أيضاً بأن النبي صلىاللهعليهوآله لم يستخلف أحداً بعده ، فراجع .. (١).
إلا أن يدعى : أن مقصوده هو الخلافة الصوفية ، ولكنه تأويل تحكمي تعسفي ، يخالفه ظاهر كلامه ..
والغريب في الأمر ، أنهم يلجأون إلى كلام مبهم ومجمل ، ويرون أن فيه تلويحاً أو دلالة على حسن طويته ، ويتركون تصريحاته التي لا بد من عدها في ضد ذلك .. مع أنها لا مجال لتأويلها!!
إن هذا لشيء عجاب؟! ..
__________________
(١) فصوص الحكم ص ١٦٣.