إنّه ليس علينا إمام ، فأقبل لعلّ الله أنْ يجمعنا بك على الحقّ ، والنّعمان بن بشير في قصر الإمارة ، لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو قد بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتّى نلحقه بالشام إنْ شاء الله ، والسّلام عليك ورحمة الله (١).
ثمّ سرّحنا بالكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني (٢) وعبد الله بن وال [التميمي] (٣).
فخرج الرجلان مسرعين حتّى قدما على الحسين (عليه السّلام) بمكّة ، لعشر مضين من شهر رمضان (٤).
ثمّ لبثنا يومين ، ثمّ سرّحنا إليه قيس بن مسهر الصيداوي (٥) وعبد الرحمن بن عبد الله بن الكدن الأرحبي (٦) وعمارة بن عبيد السّلولي (٧) ، فحملوا معهم
_________________
(١) ورواه الخوارزمي / ١٩٤.
(٢) ذكره المفيد ص / ٢٠٣ : عبد الله بن مسمع. والخوارزمي ص / ١٩٤ : عبد الله بن سبيع ، وقُتل مع الحسين (عليه السّلام).
(٣) ذكره السّبط ص / ١٩٤ : عبد الله بن مسمع البكري. واكتفى بذكر اسمهما الشيخ الطوسي (ره) ـ رجال الشيخ / ٧٧ ـ ، فقال : عبد الله وعبيد الله معروفان ، وعبد الله بن وال التميمي كان القائد الثالث للتوّابين ، فقُتل ٥ / ٦٠٢.
(٤) ورواه المفيد / ٢٠٣ ، والسّبط / ٢٤٤.
(٥) الأسدي ، رجع إلى العراق مع مسلم بن عقيل (عليه السّلام) ، فلمّا تضايق به الأمر في بطن المضيق ، أرسله بكتابه إلى الحسين (عليه السّلام) ٥ / ٣٥٤ ، فرجع مع الإمام (عليه السّلام) حتّى بلغ بطن الحاجر ، فبعثه بكتابه إلى أهل الكوفة حتّى انتهى إلى القادسيّة ، فأخذه الحصين بن تميم التميمي فبعث به إلى ابن زياد ، فأمر به فرمي من فوق القصر فقُطّع فمات (رحمه الله) ٥ / ٣٩٥. فلمّا بلغ الحسين (عليه السّلام) إلى عذيب الهجانات ، بلغه خبره فترقرقت عيناه ولمْ يملك دمعه ، وقال : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ...) (سورة الأحزاب / ٢٣). اللهمّ ، اجعل لنا ولهم الجنّة نزل ، واجمع بيننا وبينهم في مستقرّ رحمتك ورغائب مذخور ثوابك» ٥ / ٤٠٥.
(٦) ذكره المفيد / ٢٠٣ ، باسم : عبد الله وعبد الرحمن شدّاد الأرحبي. والسّبط / ١٩٤ : عبد الله بن عبد الرحمن ، وكان مع مسلم إلى العراق ٥ / ٣٥٤.
(٧) ذكره الخوارزمي / ١٩٥ : عامر بن عبيد. وذكره المفيد / ٢٠٣ ، والسّبط / ٢٤٤ : عمارة بن عبد الله