نحواً من [مئة] وخمسين صحيفة (١) من الرجل والاثنين والأربعة.
قال : ثمّ لبثنا يومين آخرين ، ثمّ سرّحنا إليه هانئ بن هانئ السّبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي (٢) وكتبنا معهما :
بسم الله الرحمن الرحيم ، للحسين بن علي ، من شيعته من المؤمنين والمسلمين ، أمّا بعد ، فحيّ هلاّ ؛ فإنّ النّاس ينتظرونك ، ولا رأي لهم في غيرك ، فالعجل العجل! والسّلام عليك (٣).
وكتب شبث بن ربعي (٤).
_________________
السّلولي. كان مع مسلم إلى العراق ٥ / ٣٥٤ وفي بيت هانئ ٥ / ٣٦٣ ، ثمّ لمْ يُعلم أثره بعدُ.
(١) النصّ في الطبري : نحواً من ثلاثة وخمسين ، ولكن الشيخ المفيد ذكر العدد : ٢٠٣ ، مئة وخمسين وكذلك السّبط : ٢٤٤ ، عن هشام ومحمّد بن إسحاق ، وكذلك الخوارزمي / ١٩٥ ، عن ابن الأعثم ؛ فالظاهر أنّ (الثلاثة) في الطبري تصحيف لـ (المئة).
(٢) سيأتي أنّهما رجعا إلى أهل الكوفة بجواب الإمام (عليه السّلام) ؛ فأمّا هانئ فلمْ يُعلم أثره ؛ وأمّا الحنفي فإنّه لحق بالإمام (عليه السّلام) فقُتل معه.
(٣) ورواه المفيد / ٢٠٣ ، والسّبط / ٢٤٤.
(٤) اليربوعي التميمي ٥ / ٣٦٩ ، كان مؤذّن سجاح المضريّة مدّعية النبوّة ٣ / ٢٧٣ ، ثمّ أسلم ، وكان ممّن أعان على عثمان ثمّ صحب عليّاً (عليه السّلام) ، فكان في صفّين معه على بني عمرو بن حنظلة في الكوفة ، صفّين / ٢٠٥. وفي النّهروان على ميسرة علي (عليه السّلام) طبري ٥ / ٨٥. وكان الرسول بين علي (عليه السّلام) ومعاوية مع جماعة صفّين / ٩٧. شهد على حجر بن عدي بالخروج على زياد ٥ / ٢٦٩ ، ثمّ حضر قتل الحسين (عليه السّلام) ، وكان على الرجّالة يوم عاشوراء ٥ / ٤٢٢ ، وكانوا يرون منه الكراهة لقتال الإمام (عليه السّلام) ، فإنّه لمّا قال له ابن سعد : ألاَ تقدم إلى الرماة تكون عليهم فترمى الحسين (عليه السّلام)؟ قال له : سبحان الله! أتعمد إلى شيخ مضر وأهل المصر عامة تبعثه في الرماة ، لمْ تجد مَن تندب لهذا ويجزي عنك غيري؟
وكان يقول بعد ذلك : لا يعطي الله أهل هذا المصر خيراً أبداً ، ولا يسدّدهم لرشد ، ألاَ تعجبون أنّا قاتلنا مع علي بن أبي طالب ومع ابنه من بعد آل أبي سفيان خمس سنين! ثمّ عدونا على ابنه ، وهو خير أهل الأرض ، نقاتله مع آل معاوية وابن سميّة الزانية! ضلال يا لك من ضلال ٥ / ٤٣٢ ـ ٤٣٧ ، وهو الذي لام أهل الكوفة لفرحهم بقتل ابن عوسجة ٥ / ٤٣٦ ، ولكنّه خاف ابن زياد من مواقفه هذه فبنى مسجداً إظهاراً للفرح بقتل الحسين ٦ / ٢٢ ، ثمّ حارب المختار في ثلاثة الآف لابن المطيع عن ابن الزبير ٦ / ٢٣.