ومنه قول الشاعر :
فعيناك طورا تغرقان من البكا |
|
فأغشى وطورا تحسران فأبصر (١) |
حيث (عينا) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ، وخبره الجملة الفعلية (تغرقان) ، وقد تضمنت ضميرا رابطا يعود على المبتدإ ، وهو ألف الاثنين ، لكنه عطف عليها الجملة الفعلية (أغشى) ، وهى غير متضمنة لضمير يعود على المبتدإ ، وجاز ذلك لأن العطف كان الفاء ، وتلحظ فيها معنى السببية. ومثله قوله : تحسران فأبصر.
ومن الثانى قول ذى الرمة غيلان :
وإنسان عيني يحسر الماء تارة |
|
فيبدو وتارات يجمّ فيغرق (٢) |
وفيه (إنسان) مبتدأ مرفوع ، خبره الجملة الفعلية (يحسر الماء) وهى خالية من الضمير الرابط العائد على المبتدإ حيث فاعل (الماء) ، ولكن يجوز ذلك لأنه قد عطف عليها جملة تتضمن الضمير العائد ، وهى جملة (يبدو) ، ففاعلها ضمير مستتر يعود على (إنسان) ، وكان العطف بالفاء.
ج ـ التركيب الوصفى بالجملة :
تعطف الفاء الجملة التى لا تصلح أن تكون نعتا لخلوها من الضمير الرابط الذى يربطها بالموصوف ويعود عليه على الجملة التى تصلح نعتا لتضمنها هذا الضمير ، والعكس كذلك.
فمن الأول قولك : مررت برجل يبكى فيضحك عمرو ، حيث جملة (يبكى) فى محل جر نعت لرجل ، وهى تتضمن ضميرا عائدا على المنعوت ، وهو الفاعل
__________________
(١) شرح الشيخ يس على شرح التصريح ٢ ـ ١٤٠.
(طورا) منصوب على أنه نائب عن المفعول المطلق ، أو : على الظرفية.
(٢) شرح التصريح ٢ ـ ١٤٠ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٩٦.
يحسر : يغور وينكشف ، إنسان العين : سوادها ، جم : يكثر. المعنى : إذا غار الماء ظهر إنسان العين وإذ اكثر غرق واستتر.
(تارة) منصوب على أنه نائب عن المفعول المطلق ، أو على الظرفية.