٢ ـ تنفرد بذكر (أن) ومعموليها بعدها ، كقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) [النساء : ٦٦].
أما موقع (أنّ) مع معموليها بعد (لو) فإن له قسما من هذه الدراسة.
٣ ـ إذا ذكر بعدها مضارع فإنها تصرفه إلى دلالة الماضى ، نحو قول كثير عزة :
لو يسمعون كما سمعت حديثها |
|
لخرّوا لعزة ركّعا وسجودا (١) |
٤ ـ يكون جوابها : فعلا ماضيا مثبتا ، أو منفيا بـ (ما) ، أو ماضيا معنويا ، ويكثر اقتران الماضى المثبت باللام. نحو : (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران : ١٥٩] ، جملة جواب (لو) (لانفضوا) فعلها ماض مثبت مقرون باللام ، وهى لام التوكيد.
وكالمثل : لو ذاكرت لم تفشل ، حيث فعل جملة جواب (لو) ماض معنوى (لم تفشل) ، وقوله تعالى : (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ) [الملك : ١٠] ، حيث جملة جواب (لو) (ما كنا) ، فعلها ماض منفى بـ (ما).
وقد تذكر (إذن) مع اللام فى الجواب ، كما فى قوله تعالى : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) [الإسراء : ١٠٠] ، جملة جواب (لو : (إذن لأمسكتم) مصدرة بـ (إذن) الجوابية مع لام التوكيد.
وقد تحذف اللام ، كقوله تعالى : (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً) [الواقعة : ٧٠].
ويقل دخول اللام على المنفىّ بما ، كما فى قول مجنون ليلى :
كذبت وبيت الله لو كنت صادقا |
|
لما سبقتنى بالبكاء الحمائم (٢) |
__________________
(١) ديوانه ٤٤٢ / الخصائص ١ ـ ٢٧ / الجنى الدانى ٤٨٣ / شرح ابن عقيل ٢ ـ ٣٠٦.
(٢) ديوانه ٢٣٨ / الأغانى ٢ ـ ٧٦ / الجنى الدانى ٢٨٤ / العينى ٤ ـ ٤٧٣ ، وقد ذكر فى ديوان نصيب ١٢٤.
(كذبت) فعل ماض مبنى ، وتاء الفاعل ضمير مبنى فاعل فى محل رفع ، (وبيت) الواو : واو القسم ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (بيت) مقسم به مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، (صادقا) خبر كان منصوب. (لما) اللام للتوكيد ، حرف واقع فى جواب لو مبنى. ما حرف نفى مبنى لا محل له .. (بالبكاء) شبه جملة متعلقة بالسبق. (الحمائم) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.