لكن اسم الشرط لا يتحمل معنى المفعولية ، وجملة جواب الشرط (إنما يضل) مقرونة بالفاء.
خبر اسم الشرط المبتدإ :
لكن إذا كان اسم الشرط فى محلّ رفع ، مبتدأ ، فما خبره؟
اختلف النحاة فيما بينهم فى خبر اسم الشرط إذا كان مبتدأ ، وتركز خلافهم فى أربعة آراء :
الأول : أن يكون خبره جملة الشرط ، وذلك لأن أصحاب هذا الرأى يجعلون اسم الشرط اسما تاما ، كما أنهم يرون أن جملة الجواب لا يلزمها أن يكون بها ضمير يعود على اسم الشرط ، فى حين أن هذا الضمير يجب أن تتضمنه جملة الشرط ؛ لذا كانت جملة الشرط هى الخبر لديهم.
الثانى : أن يكون الخبر جملة الجواب ؛ وذلك لأن الكلام لا يتم إلا بها ، ويلزم بعضهم جملة جواب الشرط ضميرا يعود على اسم الشرط ، وهى نظير الخبر فيما إذا كان اسم الشرط صلة (١).
الثالث : أن يكون الخبر جملتى الشرط والجواب معا ؛ وذلك لأن المعنى لا يتم إلا بذكر الجواب ، فلا بدّ أن يكون ذلك داخلا فى الخبر (٢).
الرابع : أن يكون خبر اسم الشرط المبتدإ ما كان فيه ضمير يعود على المبتدإ ، سواء أكان جملة الشرط ، أم جملة الجواب.
وربّما كان الرأى الثانى أرجح لدىّ ، حيث إن اسم الشرط بمثابة الاسم ، أو الاسم المبهم ، وكلاهما يحتاج إلى توضيح وبيان ، وتكون جملة الشرط هى الموضحة والمبينة لاسم الشرط ، فاسم الشرط وجملة الشرط بمثابة الاسم الواحد ، حيث قولك : من يذاكر ، يكون بمثابة (المذاكر) ، فجملة الشرط بمثابة جملة
__________________
(١) مغنى اللبيب ٢ ـ ٨٤.
(٢) اللباب ٢ ـ ٤٨٠.