مسئولية الكاشفين فى الحماية والحراسة ، وتكون حينئذ فى يد المسلّمين والقائم مقام لذا يبدأ لصوص العربان فى أعمال السرقة.
بعد ذلك يبدأ بقية الزوار فى حل خيامهم الكبيرة والصغيرة وتوضع الأحمال على مئات الآلاف من الجياد والبغال والإبل والحمير ، وحينئذ تكون ضجة كبيرة فى صحراء طنطا فالكل يهم بالرحيل ولا يبقى فرد واحد من الزوار هناك ولأن الحاكم قد أذن للكاشفين بالذهاب من هناك فإن الزوار والتجار يخشون على أنفسهم من تسلط العربان ، إنه يوم عظيم الدهشة من شدة الاضطراب التى تعترى المكان فى ذلك اليوم ويرحل الجميع من هذا الوادى ولا يبقى به أحد ويتجه هذا الجمع الغفير إلى أماكن متفرقة ، كما يرحل خلفاء البدوى إلى مدينة طنطا لأنهم سيقومون بإحياء ليلة السبت فى تكية البدوى حيث يكون المولد الشريف ويقولون أن أرواح كل الأولياء تحضر معهم حينذاك. ويقوم كل المشايخ والمريدين بتلاوة ما يزيد على ألف ختمة شريفة ، وفى اليوم التالى يقوم المشايخ والمريدون بزيارة الوداع. ثم يعتزمون العودة إلى منازلهم ثم يقوم كل مشايخ التكية وخدامها وخادم الضريح بغسل التكية والضريح بماء الورد ويقومون بتنظيف كل أحجار الفناء ويفرشونه بالسجاد الإبريشم. وفى اليوم التالى يقوم الأهالى بفتح ترعة خليج القرنين الموجودة على أراضى منوف ، فيسير ماء النيل المبارك بعظمة الله إلى تلك الأراضى التى كان بها المولد فتغرقها المياه تماما لدرجة تجعل أى شخص لا يستطيع وضع قدمه فيها.
لقد شاهد الحقير آلاف العجائب والغرائب فى مدينة طنطا وقمنا بتوديع الشيخ سلامة والشيخ أحمد خليفة البدوى والشيخ جلبى وكل الأئمة والخطباء والأحباء ، وختمنا ختمة شريفة فى تكية البدوى وطلبنا المدد من روحه وزرنا زيارة الوداع وقبلنا عتبته وعقدنا النية على المسير لمدينة النهارية.
أولا خرجنا من مدينة طنطا وسرنا إلى ناحية الشمال لمسافة أربعة آلاف وخمسمائة خطوة فى مكان فسيح حتى وصلنا محلة مرحوم. وسبب تسميتها بهذا الاسم ما يلى :