أحمال الإبل ويؤخذ منه إلى إسنا وأسوان وبلاد العرب بالسفن حيث يستعمله معظم الأهالى فى الاغتسال فإذا ما وضع هذا الغاسول فى إناء وأضيف إليه الماء يصبح كالصابون لذا يطلقون عليه غاسول من لفظ الاغتسال.
وللغاسول خاصية أخرى كبرى بخلاف الاغتسال وهى تنظيف الثياب.
والميزة الثانية للغاسول هى : أنه يمكن حرقه وأخذ الرماد الذى يخرج منه ويتم بيعه أيضا حيث يقوم الأهالى بأخذ العشب إلى مكان مثل الجبل وينثرونه عليه ثم يحرقونه بالنار ويأخذون الرماد الذى ينتج منه ويجمعونه على بعضه البعض مثل الكرة ثم يقومون بنثره أكوام أكوام إما فى المخازن أو على الأرض ثم يأتى التجار ويشترون منه بالقنطار حيث يباع منه مئات الآلاف من القناطير ويذهبون به إلى كل ديار مصر حيث يقوم التجار بطحنه فى المطاحن ثم يشعلون النار عليه مع وضع مادة النطرون عليه ويصنعون منه الزجاج والقناديل والزجاجات ، وزجاج نبات الغاسول من أجود أنواع الزجاج من حيث الشفافية والجودة.
والميزة الثالثة للغاسول هى : استخدامه فى استخراج الذهب حيث يقوم التجار القادمون من بلاد الفرنجة بالذهاب إلى الرويصب ويشترون رماد نبات الغاسول ويذهبون به إلى بلادهم وعندما كان الحقير فى ألمانيا سأل مارجلين أمين دار سكّ الذهب بمدينة انكروس عن هذا الغبار فأجاب مارجلين : إنه غبار نبات يسمى الغاسول ينبت فى أراضى البحيرة من ديار مصر نحضره إلى هنا ونستخرج منه المياه الصافية ونستخرج منها الذهب ، بعد ذلك نصفيه ونحصل منه على مياه الذهب الخالصة ، حقا إنه غبار ثقيل مثل الذهب.
والميزة الرابعة للغاسول : إنك لو أطعمت تلك النباتات للأغنام فإن أسنانها تصبح مثل الذهب.
والميزة الخامسة : أن تجار الفرنجة يأتون إلى الإسكندرية عندما يكون هذا النبات أخضر ويشترونه ويرسلونه إلى بلاد الفرنجة حيث يبيعونه إلى الساعاتى وصانع الأشياء الثمينة حيث يقومون بغلى الأشياء التى يستخدمونها فى صناعاتهم فى الكوكورد (الكبريت) ونبات الغاسول يطلون به الذهب وتزين به الساعات والتحف التى تصنع من الذهب والفضة.