الكرة وقد جرت حكمة الخالق أن تسقط الكرة على رأس عمرو وتستقر عليه ، وقد تعجب كل الحاضرين من ذلك جدا ، فقد كان أهالى الإسكندرية يؤمنون بتقليد قديم عندهم وهو أنه أثناء لعب تلك اللعبة من تستقر على رأسه تلك الكرة يصبح ملكا على الإسكندرية ، فابتسم الأهالى وقالوا : هل يكون هذا العربى المكى ملكا على الإسكندرية ، وعلى الفور قام شماس بأخذ عمرو إلى منزله وبدأ يبحث عن طالع عمرو بعلم الإسطرلاب فوجد أن عمرو سيكون ملكا على مصر ، وفى النهاية أكرمه بأن أعطى له الأموال الكثيرة ومنحه عشرة من الإبل محملة بالمتاع وودعه إلى الحجاز ، وصل عمرو إلى مكة بعد أن قطع المنازل وطوى المراحل والتقى بأهله هناك وأعطى رسول الله الهدايا التى معه وأعلن إسلامه وقد ذهب عمرو إلى رسول الله وقد بشره الرسول بأنه سيكون أحد العمرين الذين سيفتحوا مصر والإسكندرية ، وأخذ عمرو يذكر للرسول والصحابة مدح مدينة الإسكندرية وجمال مائها وهوائها ، وقد ذكر الرسول فى عدة أحاديث له ترغيبا للصحابة فى فتح مصر والقدس والإسكندرية ، وقد قام الرسول صلىاللهعليهوسلم بإرسال الرسائل إلى المقوقس ملك مصر مع الصحابى أبو حاطب بن أبى بلتعة وذلك بعد غزوة الحديبية عام ٦ ه ، ودعا الرسول صلىاللهعليهوسلم المقوقس إلى دين الإسلام ، ويقال إن المقوقس امتثل للدعوة وأعلن إسلامه ، وقد أرسل المقوقس رسالة إلى النبى صلىاللهعليهوسلم مع ذى النون المصرى وأرسل مع الرسالة البغلة دلدل ، والسيف ذو الفقار ، والجارية مارية ، وثلاث جوار من القبط ، وعندما ذهب ذو النون إلى مكة وشاهد الرسول صلىاللهعليهوسلم أعلن إسلامه وأصبح طبيب النبى صلىاللهعليهوسلم.
فى بيان فتح قلعة الإسكندرية
بناء على قول المؤرخين أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قام بفتح القدس الشريف من يد الروم الكفار فى سنة ١٨ هجرية ، ثم قام بعد ذلك بإرسال أربعة آلاف وخمسمائة فارس وأربعة آلاف جندى مشاة بقيادة عمرو بن العاص لفتح مصر ، فقطع ذلك الجيش المنازل وطووا المراحل حتى وصلوا إلى المنطقة الواقعة بين رفح والعريش