كبير ، وطوله وعرضه خمسون خطوة وله سقف منقوش وله باب للقبلة وبابان فى ناحيته وله منارة وخطبة ويسمى الشيخ جمال الدين ويقولون إنه من أولياء الله ، وقد صام صوما داوديا وقد تلقيت منه الدعاء لى ، وفى وسط السوق الجامع اليتيم ، والجامع العتيق وجامع الكاشف محمد أغا ، وهو جامع معلق يصعد إليه بسلم حجرى من ثمان درجات ، ولذلك يسمونه الجامع المعلق إنه جامع صغير ، وليس به منبر ولا مدرسة ولكن زواياه كثيرة ، وله ستون سبيلا وسبعة وأربعون مكتبا للصبيان ، ودار للحديث وثمانية خانات ، وفى داخل السوق حمام إمام خان وفى السوق كذلك حمام ويوجد مثله فى ديار مصر ، وعلى نهر النيل فى دمياط حمام ، وهو جميل البناء إلى أبعد غاية وفى المدينة ألف دكان ، وكلها مغطاة ، وهذا خاص بديار العجم ولا وجود لسوق وإنما لخان تباع فيه السلع النادرة ، وثمة سوق للغلال وسوق للغنم وخارج المدينة أحد عشر سوقا ، وعلاوة عليها سوق للنساء ، وأسواق هذه البلد كلها تقع على ربوة ، لأنها مرتفعة من نظر منها إلى أسفل دار رأسه وقد كتب على معظم الأبواب وأعلاها الآية الكريمة : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران : ٩٧]. وسألت ما أصل هذه النقوش فقيل لى بعد إيتاء الزكاة من يخرجون لأداء فريضة الحج ثم يعودون فينقش النقاشون على بابه هذه النقوش والآيات ، وكثير من هذه الأبواب يوضع عليها جلد التمساح خوفا من اللصوص ، وهذه الأبواب مثل أبواب القلعة عجيبة وغريبة ، وجو هذه المدينة جميل ويبدو الشبان بوسامتهم هنا وهناك وحدائقها وبساتينها لا تحصى كثرة وعندما يفيض ماء النيل وتجرى مياهه فى الترعة يجتمع على ضفتها جموع من الشباب للهو والمتعة فى العصر حتى مغيب الشمس ، ووجوه أهلها وردية اللون ، وهم يتاجرون فى الحرير والمناشف كما يباع على شاطئ النيل حرير القمصان وأشياء أخرى ويتعيشون من ذلك ، وفيها سبعون طاحونة زيت ومائة وعشرون طاحونة قمح وعشرون مقهى وحانة ، وبها محلة لليهود وأخرى للقبط وللمسيحيين واليهود ثلاثمائة بيت ، وللأرمن وللأوربيين بيوت فيها وهم يأكلون الخبز فيه الينسون ، والجبن القريش والزبد الأبيض والكعك وفطائر البوريك ، والعسل الأبيض المصفى والليمون والسفرجل والرمان والنبق وغير ذلك كثير ، ولكن ليس هناك جميز ولا موز وهم يكرمون الضيف.