الفقراء وجامع الشيخ عبد السلام وجامع القائم مقام وحمد بك وجامع المقدم عبد الرحمن وهذه الجوامع قليلة الزينة إنها لا تعدو أن تكون على الطرز القديم وهذه الجوامع يؤمها كثير من المصلين وفى وسط المدينة ، جامع على بك الجرجى طوله وعرضه ، خمسة وأربعون خطوة ، وفى داخله ثلاثون عمودا من الرخام على يسرة المحراب المزخرف كتب على لوحة من الورق المقوى تاريخا هو :
(ولأن حاكم جرجا أسد الله أهل الكرم ( ) (١) زلفقار الأمير العالى صاحب الطبل والعلم ، وقال كاتبه أن هذا البناء تم فى عام ألف وستمائة).
ومنبره من خشب مزين ، وعلى الباب الأيمن للجامع كتب تاريخ بالخط الجلى هو سنة إحدى وستين وألف ، وعلى الجامع منارة من ثلاثة طوابق ، وفيه خمس منارات أخرى وإلى جانب الجوامع المذكورة مدارس وثلاثة دور لتحفيظ القرآن وداران للحديث وثمانية عشر مكتبا للصبيان وسبعة أسبلة وتسع تكايا وألف ومائتا ساقية وألفا بئر وحمامان وأحدهما للفلاحين ، وهو وبيل الجو ، وضيق ، وحمام غير ضيق ، وفى السوق حمام على بك الميرميران وهو حمام ينشرح له الصدر لما فيه من مناشف وطاساته المذهبة وكل ما فيه نظيف وأرضه مفروشة بالرخام وفى قبته زجاج وخدامه صباح الوجوه يخفون لخدمة كل أحد فيه ولهم نواظر وكأنها الخناجر ، وفى هذه المدينة عدة خانات وضيفان هذه الخانات من التجار والمسافرين ، وهى خان على بك وخان يازجى وخان موسى چاووش ، وخان ممى كتخدا وخان السكرى ، وفيها أكثر من عشرين ربعا وهذه الربوع مساكن للأسر وفى المدينة ثمانمائة وستون دكانا ولكن ليس فيها من يبيع الأقمشة بالجملة وفيها سلع هندية وعجمية ورومية وكل الدكاكين التى أمام قصر على بك الجرجى مزينة وفى سوق على بك طريق رئيسىّ على جانبيه مائة دكان مبنية بالحجارة ومسقوفة وفيها سراجون (٢) ولا وجود لسراجين فى غيرها ، وللسوق بابان من حديد كأنهما بابا قلعة يغلقهما البوابون فى كل ليلة وليس فيها سوق للبز ولأن هذه السوق
__________________
(١) بياض بالأصل.
(٢) صانعو السروج. واحده سرج ، وهو رحل الدابة. انظر : المعجم الوجيز ، ص ٣٠٨.