بيان قلعة حفير العاصمة الكبيرة
وأرسلنا طليعة رجالنا إلى رئيسها الخان دائم الدين فخرج إلينا واستقبلنا بألف فارس ثم عبرنا بمائة سفينة إلى الجانب المقابل من الشرق إلى الغرب ، فقصفت القلعة بالمدافع ، ومكثنا فى قصر صاحب القلعة كور حسين بك ، وفى الجانب الغربى من هذه القلعة بناء مثلث الشكل وهذه القلعة منيعة ، إنها مقر كور حسين بك ، ويقولون إن أول من بناها هو عنترة فعلى بابها المفتوح على النيل صورة زنجى على ظهر فيل ويقول أهل البلدة إنها صورة عنترة ، إنها صورة صنعت قديما وداخل القلعة بيوت صغيرة وكبيرة من القصب وفيها عشرون محرابا ، وأهلها جميعا من المسلمين المتقين على المذهب الشافعى ، وفى سوقها جامع الملك سيف الدين خاقان ، وجامع الملك حارث خاقان وجامع الملك تبع خاقان وجامع حسين بك الذى بنى حديثا ، إنها جوامع صغيرة ، ومنائرها قصار وليست مزخرفة ، ويذكر فى الخطبة اسم الملك الخاقان ثم اسم خادم الحرمين ثم قيصر محمد ، وفيها خمسون زاوية ومبرة ، وو وكالتان صغيرتان وستة مكاتب ، وعشرون سبيلا وحمام صغير ، ومائة دكان وعشرة مقاه ، وعشرون حانة للبوزه ، وكل الدكاكين مفتوحة ليلا ونهارا ، وفيها الأمن والأمان ، ولهذه القلعة سبعمائة جندى وخمسون ألف بربرى وأهلها يشتغلون بالزراعة ، وقد رأينا فى هذه المدينة خبز القمح ، ويوزع علينا الحاكم دائم الدين خان فى كل شهر مائتى رغيف وخروفا وسمنا وجرّة من العسل ولحما وشعيرا وأكثر محاصيلها هو الذرة والتمر وفى بساتينها يكثر البطيخ والشمام ولهم خيول صغار الحجم ، وقطعان الإبل فى صحاريها لا تقع تحت حصر وغنمها وعنزاتها وعجولها كذلك كثيرة لا تحصى وكان فى القلعة فيل صغير وكان أليفا للغاية يلاعب كل أحد.
وصف حفير
وخارج المدينة فى المقبرة ضريح القطب الشيخ ناصر الدين ابن الشيخ نصرت وقد زرنا ضريحه ، ولاعتدال جو هذه المدينة تكثر فيها الحدائق والنخيل ، ولكن ليس فيها جميز ولا نبق ، وهذه المدينة تقع على بعد ميل شمالى خط الاستواء وترتفع عن مصر بمقدار ربع دائرة ، ولشدة الحر فيها رجالها ونساؤها سود البشرة ، وثيابهم فوطة وأعيانهم