الجزيرة تسمى جزيرة الشلالات ، وقد سبق التعريف بها ، وسرنا أربع ساعات من بعد على ضفة النيل.
بيان قلعة أتفو
إنها فى حكم إسنا وهى بناء قديم على ضفة النيل وليس لها رئيس ولا أتباع له وهى بناء محكم ركين ، ولها باب ، وهى مربعة الشكل ومحيطها ألفى خطوة فيها مائتا جندى وثلاثمائة بيت من قصب وجامعان وثلاثة مساجد إنها تقع فى التزام إسنا وليس بها سوق ولا حمام ولا خان ، ولكن حدائقها كثيرة ، وغادرناها وبلغنا قبائل هجيزة العربية.
قبائل هجيزة العربية
إنها ثلاثمائة من العرب على المذهب الشافعى وهم يقيمون خيامهم فى هذه البقعة ويرتحلون ، وهم قبائل مشهورة وقدم لنا شيخها ناصر على طعاما ومضينا عنها وفى وقت العصر بلغنا قبيلة العرب الجعفرية.
إن عدد أفرادها تسعة آلاف وهم يقيمون فى تلك البقعة وشيخهم يسمى شمير الدين وفى عينه فتيل وعند ما يخرجونه يضعون فتيلا آخر فى موضعه ويقولون إن عينه أخرجت من قفاه فهى مثقوبة إنها جرح من رمح ، يا له من شيخ عظيم بعيد الصيت باسل ، لقد نزلنا عليه ضيوفا ذات ليلة ، ثم انطلقنا ست ساعات على ضفة النيل وبلغنا بلدة كلح.
بلدة كلح
بها مائة وخمسون بيتا وجامع ، ومضينا تسع مراحل شمالا على ضفة النيل فبلغنا قبيلة بصلى العربية ، عدد أفرادها ثلاثة آلاف وكل عملهم أن يزرعوا البصل ، لذلك أطلق عليهم هذا الاسم ، إنهم مسلمون عيونهم تدمع على الدوام لأنهم يكثرون من أكل البصل ويضعونه فى غابات النخيل ويرحلون ، وقبيلة هوارة على عداء معهم ، ولهؤلاء القوم طائفة فى جزيرة الشلالات ، والشيخ صيّاح يسكن عندهم ، وهو قطب عظيم ، وغادرناها وسرنا ست ساعات فبلغنا أسنا.