وأول حصن حاصره حصن ناعم ، وقاتل «صلىاللهعليهوآله» يومه ذاك أشد القتال ، وقاتله أهل النطاة أشد القتال ، وترس جماعة من أصحاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عليه يومئذ ، وعليه ـ كما قال محمد بن عمر ـ درعان ، وبيضة ، ومغفر ، وهو على فرس يقال له : الظرب ، وفي يده قناة وترس (١).
وتقدم في حديث أنس : أنه كان على حمار ، فيحتمل أنه كان عليه في الطريق ، ثم ركب الفرس حال القتال. والله أعلم.
وجعلت نبل يهود تخالط العسكر وتجاوزه ، والمسلمون يلتقطون نبلهم ثم يردونها عليهم. فلما أمسى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» تحول إلى الرجيع ، وأمر الناس فتحولوا ، فكان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يغدو بالمسلمين على راياتهم حتى فتح الله الحصن عليهم.
وروى البيهقي من طريق عاصم الأحول ، عن أبي عثمان الفهري ، وعن أبي قلابة.
وأبو نعيم ، والبيهقي ، عن عبد الرحمن بن المرقع.
ومحمد بن عمر ، عن شيوخه : أن المسلمين لما قدموا خيبر كان التمر أخضر ، وهي وبيئة وخيمة ، فأكلوا من تلك الثمرة. فأهمدتهم الحمى ، فشكوا إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : «قرسوا الماء في الشنان ـ أي القرب ـ فإذا كان بين الأذانين ـ أي أذاني الفجر ـ فاحدروا الماء عليكم
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٣ ص ١٢٠ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٤ والإمتاع ص ٣١٣ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٤٤ وراجع : الغدير للشيخ الأميني ج ٧ ص ٢٠٤.