أخبر عن مقالة الشيطان لليهود : إن محمدا يقاتلكم على أموالكم ..
وهو نداء شيطاني حقا ، من شأنه أن يثير حفيظة أناس يعرف الناس كلهم : أن حبهم للمال يفوق كل حب ، والمال هو هاجسهم الأول والأخير ، ويرون : أن فقدهم للمال يوازي فقدهم للحياة.
وقد أمر النبي «صلىاللهعليهوآله» بنداء يبطل تأثير مقولة الشيطان هذه ، ويفقدهم ذريعة كانوا يرون أنها تكفي لتبرير طغيانهم عليه «صلىاللهعليهوآله».
فإنه «صلىاللهعليهوآله» أظهر في ندائه لهم : أن أموالهم ، وكذلك دماؤهم ليست هدفا له «صلىاللهعليهوآله» ، رغم كل ما فعلوه معه ، من نقض عهود ، ومن تحريض ، ومن تآمر ، وسعي للإعداد والاستعداد لحربه ، وإنما هدفه هو : أن يعلنوا أنهم ملتزمون بتوحيد الله سبحانه ..
مع تقديم تعهد صريح منه «صلىاللهعليهوآله» ، بالاكتفاء منهم بهذا الإعلان ، فلا يكون هناك أي بحث عن دخائلهم ، وعن مكنونات نفوسهم ، ولا يتعرض للكشف عن ضمائرهم ، فإن حسابهم على الله وحده ، وليس لأحد غيره الحق في التعرض لشيء من ذلك.
فنلاحظ : أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يطلب لنفسه منهم مالا ، ولا سلطة ، ولا سعى لمحاسبتهم على ما بدر منهم ، ولا غير ذلك.
ولكن اليهود رفضوا حتى الإعلان عن الالتزام بالوحدانية ، وأكدوا التزامهم بالخط الذي هم عليه ، رغم ظهور الحجة ، وسطوع البرهان على نبوته «صلىاللهعليهوآله» ، حتى إنهم ليجدونه «صلىاللهعليهوآله» ، مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ، وهم يعرفونه «صلىاللهعليهوآله» كما