عظيم الهامة ، وكانت اليهود تقدمه لشجاعته ويساره.
قال : فخرج ذلك اليوم إلى أصحاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فما واقفه قرن إلا قال : أنا مرحب. ثم حمل عليه ، فلم يثبت له.
قال : وكانت له ظئر ، وكانت كاهنة ، تعجب بشبابه ، وعظم خلقه.
وكانت تقول له : قاتل كل من قاتلك ، وغالب كل من غالبك ، إلا من تسمّى عليك ب «حيدرة» ، فإنك إن وقفت له هلكت.
قال : فلما كثر مناوشته ، وجزع الناس بمقاومته ، شكوا ذلك إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وسألوه أن يخرج إليه عليا «عليهالسلام» ، فدعا النبي «صلىاللهعليهوآله» عليا «عليهالسلام» ، وقال له : «يا علي ، اكفني مرحبا».
فخرج إليه أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، فلما بصر به مرحب يسرع إليه فلم يره يعبأ به ، أنكر ذلك ، وأحجم عنه ، ثم أقدم وهو يقول :
أنا الذي سمتني أمي مرحبا |
|
.... |
فأقبل علي «عليهالسلام» وهو يقول :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة |
|
كليث غابات كريه .... |
فلما سمعها منه مرحب هرب ولم يقف ، خوفا مما حذرته منه ظئره ، فتمثل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود ، فقال : إلى أين يا مرحب؟
فقال : قد تسمى عليّ هذا القرن بحيدرة!!
فقال له إبليس : فما حيدرة؟
فقال : إن فلانة ظئري كانت تحذرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة ، وتقول : إنه قاتلك.
فقال له إبليس : شوها لك ، لو لم يكن حيدرة إلا هذا وحده لما كان