وكتب إلى النجاشي فيهم ، يوصيه بتكريمهم وقراهم. كما أن أبا طالب رضوان الله عليه أيضا كتب إليه في هذا المعنى كما تقدم في الأجزاء الأولى من هذا الكتاب ، حين استعرض أحداث هجرة المسلمين إلى الحبشة.
فأقام المسلمون هناك في رغد من العيش ، وأمن من الغوائل ، ورد النجاشي مبعوثي قريش ردا قبيحا ، وصار تكريمه للمسلمين سببا للثورة عليه ، ودفع الله تعالى عنه هذه المكائد.
وقد تقدم : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كتب إلى النجاشي مع عمرو بن أمية في الدعوة إلى الإسلام ـ والظاهر : أن المكتوب إليه هو النجاشي الثاني ـ فآمن وصدق ، وكتب إليه أيضا في تزويج أم حبيبة ، فزوجها منه «صلىاللهعليهوآله» ، وكتب إليه أيضا في إرسال جعفر صلوات الله عليه ، ومن معه من المسلمين ، فجهزهم وأرسلهم في سفينتين مع هدايا ، ومع الوفد الذي أرسله ، لينظروا إلى كلامه ومجلسه ومشربه ، فيشاهدوا آيات رسالته ، وأعلام نبوته ، وأن زيه ليس هو زي الملوك والجبابرة.
فوافوا المدينة ، وأكرمهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حتى قام يخدمهم بنفسه الشريفة ، فقال أصحابه : نحن نكفيك يا رسول الله.
فقال : إنهم كانوا لأصحابي مكرمين ، وإني أحب أن أكافيهم ، وقرأ
__________________
الثقلين ج ١ ص ٥٤٩ والبرهان ج ١ ص ٤٩٣ ومجمع البيان ج ٩ ص ٢٤٤ وفي أسد الغابة ج ١ ص ٤٤ «بعث رسول الله «صلىاللهعليهوآله» جعفرا في سبعين راكبا إلى النجاشي ..» وراجع ج ٥ ص ٢٥٠.