ونقول :
أولا : لا ندري لماذا صار بنو المنتفق من أتقى الناس في الأولى والآخرة ، ولم يكن بنو هاشم أو أية قبيلة أخرى بهذا المستوى؟!
على أننا لم نجد في هذه القبيلة من هو في مستوى سلمان ، أو أبي ذر ، أو المقداد ، أو عمار ، أو أبي الهيثم بن التيهان ، أو قيس بن سعد ، وغيرهم؟! ..
كما أنه لم يشتهر أحد من بني المنتفق بهذه الخصوصية ـ أعني خصوصية التقوى ـ حتى بعد وفاة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، بحيث يكون متميزا على من عداه فيها؟!
ثانيا : لم نفهم المقصود بالأولى والآخرة في قوله «صلىاللهعليهوآله» : «من اتقى الناس في الأولى والآخرة ..».
فإن كان المقصود بالأولى : الدنيا .. وبالآخرة : الحياة الباقية يوم القيامة .. فما معنى أن يصفهم بالتقوى في الآخرة ، مع أنه لا تكليف فيها ، لتتحقق فيها الطاعة تارة ، والمعصية أخرى؟!
وإن كان المقصود بالأولى : الجاهلية .. وبالآخرة : الإسلام .. فلماذا يكون هؤلاء المشركون من أتقى الناس ، ولا يكون بنو هاشم هم الأتقى من كل أحد ، فإن بني هاشم كانوا على دين الحنفية ، بل كان فيهم الأنبياء والأوصياء ، وفقا للحديث : ما زال الله ينقله من نبي إلى نبي حتى أخرجه من صلب أبيه عبد الله (١).
__________________
(١) راجع : الخصال للصدوق ص ٤٨٣ ومعاني الأخبار ص ٣٠٨ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للمير جهاني ج ٣ ص ٩٣ والبحار ج ١٥ ص ٥ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٢١٠ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٦٨ ، وراجع : فتوح الشام للواقدي ج ٢ ص ٢٣.