ورجالاتهم؟!
أم بسعيه إلى إثبات إخلاصه وحبه للناس ، ونيل ثقتهم به ، وهو أعرابي ، والله تعالى يقول عن الأعراب : إن منهم من (يَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١).
أم بقوته ، وبشجاعته .. وكأنه لم يسمع بما صنعه أمير المؤمنين «عليهالسلام» بمشركي العرب ، في بدر وأحد ، وحنين وذات السلاسل ، وسوى ذلك ، وباليهود من بني النضير ، وقينقاع ، وقريظة ، وخيبر ..
وهل من المعقول : أنه لم يبلغه اقتلاع علي «عليهالسلام» لباب خيبر .. وغير ذلك مما لا يجهله أحد؟!
وماذا يصنع ابن الطفيل بفرسان العرب ، وصناديدها ، وفيهم الكثير من الرجال الأشداء ، الذين يواجهون الأهوال ، ويركبون المخاطر؟!
أم بميزاته وخصائصه الإنسانية وهو الذي يمارس الغدر حتى في نفس هذا المقام ، فيتآمر مع أربد بن قيس على قتل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، في حين أنه يواجه خلق النبوة العظيم ، والنبي الكريم ، والكرم الهاشمي ، والعلم الإلهي ، وكل الخصال الحميدة ، والمزايا الفريدة في شخص من يريد الغدر به وقتله ، وهو رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
ثانيا : إن عامر بن الطفيل يصرح للناس بما يدل على شدة أنانيته ، وغروره وعنجهيته ، واحتقاره للناس ، وأنه لا ينطلق في مواقفه من أخلاق ومبادئ وقيم ، فإنه يتجاهر بقوله : إنه يريد أن يجعل الناس يطأون عقبه ،
__________________
(١) الآية ٩٩ من سورة التوبة.