إغراق قوم نوح وإهلاك قوم هود وصالح ، إذا كان خطأ ، فإما أن يكون الله تعالى كان جاهلا بهذا الخطأ ، فنسبته ذلك إلى الله تبارك وتعالى جريمة عظمى ، ومعصية كبرى ..
وإما أن يكون تعالى قد علم بالخطأ في حقهم ، ثم فعله ، فذلك ظلم منه سبحانه لهم .. وهو ينافي ألوهيته ، وتؤدي نسبته إلى العزة الإلهية إلى الكفر بالله سبحانه ، فإذا كان هود ونوح قد اعتقدا بأن قومهما قد ظلموا بما جرى عليهم ، فذلك يعني أنهما ينسبان إلى الله تبارك وتعالى ، إما الظلم أو الجهل .. وهذا يؤدي إلى نسبة الكفر لهذين النبيين الكريمين العظيمين.
رابعا : إذا كان حفيد إبليس قد عرف خطأ نوح وهود في دعائهما على قومهما ، ولم يعرفا هما ذلك ، فإنه يكون أحق بالنبوة منهما ، وأولى بالتقدم عليهما.
خامسا : إن ظاهر كلام حفيد إبليس هو : أنه قد كرر عتابه لنوح وهود ، حتى فاز بما يريد ، وأنهما «عليهماالسلام» لم يقبلا منه إلا بعد لأي .. فلماذا احتاج حفيد إبليس إلى تكرار العتاب لهما؟ هل لأن حجته لم تكن كافية؟! أم أنهما رفضا الإعتراف بالخطأ على سبيل العناد واللجاج؟! وهل يستحق اللجوج العنيد مقام النبوة؟!
إن حفيد إبليس قد ادّعى أنه كان مع هود في مسجده مع من آمن من قومه (١) ، مع أن الآيات القرآنية تقول : إن قوم هود قد هلكوا عن بكرة أبيهم
__________________
(١) البحار ج ٢٧ ص ١٦ وبصائر الدرجات ص ١١٨ ومدينة المعاجز ج ١ ص ١٢٨ وجامع احاديث الشيعة للبروجردي ج ١٤ ص ٣٣٠ وكنز العمال ج ٦ ص ١٦٥ ـ