لا يقال : إنّه يلزم منه إهمال المناسب القاصر.
لأنّا نقول (١) : إنّه معارض بمثله ، حيث يلزم من التعليل بالقاصر إهمال المناسب المتعدّي مع رجحانه ، والتعليل بالقاصر وإن وافق النفي الأصلي في الفرع ، بخلاف المتعدّي إلّا أنّه مخالفة لما وقعت مخالفته في الأصل بما لم تظهر مخالفته ، ولو علمنا بالقاصر لموافقته النفي الأصلي ، لكان فيه العمل بموافقة ما وقع الإجماع عليه على مخالفته ومخالفة ما لم يقع الاتّفاق على مخالفته ، وهو المتعدي ، فكان مرجوحا.
لا يقال : التعليل بالمتعدي يستلزم مخالفة ما لم يتّفق على مخالفته من الوصف القاصر وما اتّفق على مخالفته من النفي الأصلي ، فكان فيه مخالفة ظاهرين :
أحدهما متّفق على مخالفته ، والآخر غير متّفق على مخالفته. والتعليل بالقاصر يلزم منه العمل بهذين الظاهرين ومخالفة ظاهر واحد ، وهو المتعدي.
لأنّا نقول (٢) : إنّه معارض بمثله ، فإنّه بعد أن ثبت الحكم في الأصل لمعنى وإن كان قاصرا ، فالأصل أن يثبت في الفرع بما وجد مساويا لوصف الأصل في الاقتضاء ، نظرا إلى تماثل مقصود الشارع ، والمحافظة على هذا الأصل أولى من المحافظة على النفي الأصلي ، لكون النفي الأصلي مخالفا
__________________
(١) ذكر الإشكال وأجاب عنه الآمدي في الإحكام : ٤ / ١٠١.
(٢) ذكر الإشكال وأجاب عنه الآمدي في الإحكام : ٤ / ١٠٢.