وحفظ الدين بشرع زاجر الردّة ، والمقاتلة لأهل الحرب ، وقد نبّه عليه تعالى في آيات الجهاد.
وحفظ العقل بشرع تحريم المسكر ، وقد نبّه عليه تعالى بقوله : (أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ)(١). ويلحق به ما هو مكمّل للضروري ، كحدّ قليل المسكر.
ب. أن تكون رعاية المصلحة في محل الحاجة من غير ضرورة ، كتمكين الولي من تزويج الصغيرة ، فإنّ مصالح النكاح غير ضرورية له في الحال إلّا أنّ الحاجة بوجه ما حاصلة ، وهي تقييد الكفء الّذي قد يفوت لا إلى بدل. وكذا المعاملات الّتي وضعها الشارع كالبيع والإجارة والقراض والمساقاة وجميع المعاملات وبعضها آكد من بعض ؛ وقد يوجد فيه ما يكون ضروريا ، كالإجارة على تربية الطفل الصغير وشراء المطعوم والملبوس له ولغيره ؛ ومكمل له ، كرعاية الكفاءة ومهر المثل في الصغيرة فإنّه أفضى إلى دوام النكاح.
ج. أن لا تكون في محلّ الضرورة ولا الحاجة ، وهي الّتي تجري مجرى التحسينات ، كسلب العبد أهلية الشهادة لنقصه عن المناصب الشريفة جريا على ما ألف من محاسن العادات وتقرير الناس على مكارم الأخلاق ومحاسن الشّيم. وهذا على قسمين :
الأوّل : أن لا يقع على معارضة قاعدة معتبرة ، كتحريم تناول
__________________
(١) المائدة : ٩١.