في حسنها ووفور لبنها. والرّسل ـ أيضا ـ التّؤدة والمهل ، وقد تقدّم ، نحو : على رسلك. وهو أيضا الكلام الليّن الخفيض ، ومنه قول الأعشى (١) : [من البسيط]
فقال للملك : أطلق لهم مئة |
|
رسلا من القول مخفوضا وما رفعا (٢) |
__________________
(١) الديوان : ١١١ ، وفيه : سرّح لهم.
(٢) جاء في هامش ح : ١٣٢ تعقيبا على لفظة «رسول» من خط الشيخ علي موسى وغيره ما يلي : «الرسول إنسان حر ذكر من بني آدم أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه سواء كان له كتاب أنزل عليه ليبلغه ناسخا لشرع ما قبله أو غير ناسخ له أو على من قبله ، وأمر بدعوة الناس إليه أم لم يكن له ذلك ، بأن أمر بتبليغ الموصى إليه من غير كتاب. ولذلك كثرت الرسل وقلّت الكتب ؛ إذ هي التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وصحف آدم وشيث وإدريس وإبراهيم. وهو أخصّ من النبي ؛ فإنه إنسان حرّ ذكر من بني آدم أوحي إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه. وقيل : النبي من أوحي إليه في كمال نفسه فيصدق على مثل زيد بن عمر وابن نفيل! والرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه. والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب ، وإنما أمر أن يدعو إلى شرع من قبله (الزمخشري). اعترض الشريف بأنه لا يوافق المنقول في عدد الرسل والكتب إذ الكتب نحو مئة والرسل أكثر من ثلاث مئة ، أجيب بأن مراده بمن معه كتاب أن يكون مأمورا بالدعوة إلى شريعة كتاب سواء نزل على نفسه أو على نبي غيره. لا معنى للنبوة والرسالة إلا أن يشهد على الله أنه شرع هذا الحكم. فخر الرازي في تفسيره. النبي من قال له الله : أرسلتك إلى قوم كذا أو إلى الناس جميعا ، أو بلّغهم عني. والنبي غير الرسول ، من لا كتاب معه ، بل أمر بمتابعة شرع من قبله .. النبي إنسان بعثه الله لتبليغ ما أوحي إليه وكذا الرسول. سعد الدين في المقاصد ردّ عليه : إنه لا يشمل المبعوث لتبليغ ما أوحي لغيره ، ويدفع بأنه مأمور لتبليغ ذلك ، وهو مما أوحي إليه أو ... الأقرب أن الرسول من أنزل عليه كتاب أو أمر بحكم لم يكن قبله وإن لم ينزل عليه كتاب. والنبيّ أعمّ (خسرو). الرسول من بعث بشرع محدد. والنبي .. ومن بعث بتقرير شرع سابق كأنبياء بني إسرائيل بين موسى وعيسى. ردّ عليه : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ) ، يدفع بأن «الكشاف» بيّنه بالأنبياء. ولعل المراد «بالرسل» المعنى اللغوي واختار بعض المحققين أن الرسول نبي أتاه الملك ، وقيل : جبرئيل ، بوحي لا نوم ولا إلهام ، والنبي أعمّ. يردّ عليه عدم الشمول لما لم يكن بواسطة كما هو ظاهر المنقول في موسى قبل نزول الملك عليه ، ويدفع بأنه يصدق أنه أتاه في وقت إذ لا يلزم أن يكون النبي قبل البعثة رسولا. مسألة : ثبت في الحديث المشهور عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إذا أخذت مضجعك فقل : آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبّيك الذي أرسلت». فقال الرجل ـ لما أعاد الكلمات : وبرسولك الذي أرسلت. فقال له صلىاللهعليهوسلم : «وبنبيّك الذي أرسلت». فاحتج القائلون بأن الرواية بالمعنى لا تجوز. وأجاب الخطيب في «الكفاية» عن الجوابين : أحدهما أن النبي أمدح من الرسول ؛ فإن الرسول يقع على كل أحد في الأصل ، والنبي خاص بالأنبياء ، وإنما فضل المرسلون من الأنبياء لأنهم جمعوا النبوة والرسالة معا ، فجاء ـ