وعام الرّمادة : أي الهلاك (١). وفي الحديث : «أخّر الصدقة عام الرّمادة» (٢). يقال : رمد يرمد رمدا ، أي هلك. قال أبو وجزة السعديّ (٣) : [من الطويل]
صببت عليكم حاصبي فتركتكم |
|
كأصرام عاد حين جلّلها الرّمد |
وأرمدوا : هلكت مواشيهم ، ورمدت عينه ، من ذلك لأنّه صار فيها كالرّماد أو لمقاربته الهلاك. يقال : رجل أرمد ، وامرأة رمداء. والجمع : رمد. وماء رمد : أي كدر كأنما ألقي فيه رماد. وفي حديث قتادة : «يتوضّأ بالماء الرّمد» (٤). وثوب رمد وأرمد : أي وسخ. وفي حديث المعراج : «عليهم ثياب رمد» (٥) أي غبر. وقال عمر : «إذا أنضج رمّد» (٦) أي ألقاه في الرّماد ؛ يضرب مثلا لمن يصنع معروفا ثم يقطعه بالامتنان (٧). ويكنى بكثرة الرماد عن الكرم وإطعام الضيفان. وفي حديث أمّ زرع : «زوجي عظيم الرماد» (٨) ، ويقولون : «طويل النجاد كثير الرماد». والبعوض يقال لها رمد للونها. ويقال : رماد ، ورمد ، وأرمد ، وأرمداء لغات بمعنى واحد.
ر م ز :
١٣٨ قوله تعالى : (إِلَّا رَمْزاً)(٩) أي إشارة ؛ إمّا بالشفتين وإما بالحاجبين أو اليدين ولهذا سمي كلاما لقوله : [من الطويل]
إذا كلمتني بالعيون الفواتر |
|
رددت عليها بالعيون البوادر |
وأصله الحركة. وقيل للبحر : راموز لحركة أمواجه. والرمز ـ أيضا ـ الصّوت الخفيّ ، وما ارمازّ أي لم يتكلّم. وكتيبة رمّازة : أي لا يسمع منها إلا رمز لحركتها.
__________________
(١) كما يكنى بها عن سنة المحل.
(٢) النهاية : ٢ ٢٦٢ ، والحديث العمر.
(٣) البيت من شواهد اللسان ـ مادة رمد. وهو أبو وجزة يزيد بن عبيد (ت ١٣٠ ه).
(٤) النهاية : ٢ ٢٦٢.
(٥) النهاية : ٢ ٢٦٢.
(٦) النهاية : ٢ ٢٦٢ ، والحديث لعمر.
(٧) يقصد أنه يفسده بالمنّة.
(٨) النهاية : ٢ ٢٦٢ ، أي كثير الأضياف ، لأن الرماد يكثر بالطبخ.
(٩) ٤١ آل عمران : ٣.