القوم : إذا حرّكوا أفواههم بالكلام ولم يصرّحوا. وأرمّت عظامه ، أي سمنت حتى إذا نفخ فيها لم يسمع لها دويّ.
ر م ن :
قوله تعالى : (وَرُمَّانٌ)(١). والرمان معروف ، وهو اسم جنس ، واحده رمانة واختلف فيه ؛ فقيل : هو فعلان من هذه المادة ، وقيل : فعّال ، فيمتنع على الأول حين التسمية به ، ولا يمتنع على الثاني. ولنا فيه كلام أتقنّاه في غير هذا (٢).
ر م ي :
قوله تعالى : (وَلكِنَّ اللهَ رَمى)(٣). والرّمي : الإلقاء ، ويعبّر به عن الشّتم والقذف ، ومنه في اللعان : «إني لصادق فيما رميتها به» (٤) ، وأصلها في الأعيان ، ويستعار في المعاني. وقوله : (وَلكِنَّ اللهَ رَمى) إشارة إلى حقيقة الحال ، وذلك لما أجرى الله تعالى على يديه ـ عليه الصلاة والسّلام ـ من هذه المعجزة الباهرة ، وهي أن يهزم جيشا عرمرما بكف من الحصباء ، ولذلك نفى عنه الرّمي أولا ، ثم أثبته له في الظاهر بقوله : (إِذْ رَمَيْتَ)(٥) ثانيا ، ثم بيّن من الذي فعل حقيقة هذا الرمي بقوله : (وَلكِنَّ اللهَ رَمى) ثالثا ؛ فتبارك الله ربّ العالمين. وفي الحديث : «لو دعي أحدهم إلى مرماتين لأجاب ، وهو لا يجيب [إلى] الصلاة» (٦) ، أبو عبيدة : هي ما بين ظلفي الشاة (٧) ، ويقال بفتح الميم أيضا ، وقال غيره :
__________________
(١) ٦٨ الرحمن : ٥٥.
(٢) سأل سيبويه الخليل عن الرمان إذا سمي به فقال : لا أصرفه في المعرفة واحمله على الأكثر إذا لم يكن له معنى يعرف به أي لا يدرى من أي شيء اشتقاقه .. والأكثر زيادة الألف والنون. وقال الأخفش : نونه أصلية مثل : قرّاص وحمّاض ، وفعّال أكثر من فعلان. قال ابن بري لم يقل أبو الحسن إن فعّالا أكثر من فعلان بل الأمر بخلاف ذلك ، وإنما قال : إنّ فعّالا يكثر في النبات نحو المرّان والحماض والعلّام ، فلذلك جعل رمّانا فعّالا (اللسان ـ مادة رمن).
(٣) ١٧ الأنفال : ٨.
(٤) من حديث طويل أخرجه أحمد (تفسير ابن كثير).
(٥) تابع الآية السابقة.
(٦) النهاية : ٢ ٢٦٩. وفي رواية من دون : إلى الصلاة. والإضافة من اللسان.
(٧) كلام أبي عبيدة مذكور في اللسان ـ رمي.