الرّمّة (١). فغلب عليه ، في حكاية ذكرناها في غير هذا. والرّمّ : الفتات (٢) من الخشب والتّبن ، ومنه (إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ)(٣) أي كالورق المفتوت والحطام. وفي حديث عليّ رضي الله عنه : «وإلا دفع إليه (٤) برمّته» يعني به القائل ، وأصله في الأسير ، كما تقدّم ، أو القاتل لأنهم يربطونه بحبل ليقاد منه. وقيل : أصله من قولهم : [ساق] إليه البعير برمّته ، أي بحبل في عنقه. ويقال : رمّ العظم وأرمّ. والإرمام : السكوت ، وفي الحديث : «فقال : أيّكم المتكلم؟ فأرمّ القوم» (٥) أي سكتوا ، ويروى بالزّاي مخففة (٦) ، وهي الإمساك أيضا عن الكلام والطعام ، ومنه قيل للتّخمة أرم. والتّرمرم : التحرّك (٧) ؛ وفي حديث عائشة (٨) : «فلم يترمرم ما دام له». وقال الشاعر (٩) : ...... قال الهرويّ : ويجوز أن يكون مبنيا من رام يريم ، كما تقول : خضخضت الإناء ، وأصله من خاض ، يخوض ، ونخنخت البعير ، من أناخ. والارتمام : الأكل ، وفي الحديث : «عليكم بألبان البقر فإنها ترمّ من كلّ شجر» (١٠). ويروى : «ترتمّ» أي تأكل ، ومرمّة ذوات الظلف بمنزلتها (١١) في الإنسان. والرّمّة ـ أيضا ـ مرمّة البيت ، وقالت أم عبد المطلب : «كنّا ذوي ثمّه ورمّه» (١٢) الثّمّ : قماش البيت ، والرّمّة : مرمّته ، قاله ابن السّكيت ، وقد غلّط أبو عبيد الرّواة في رواية قد أوردوها عليه. وترمرم
__________________
(١) وهناك رأي آخر أنه أخذ من شعره.
(٢) وفي الأصل : باليات ، ويحتمل. والتصويب من المفردات : ٢٠٢.
(٣) ٤٢ الذاريات : ٥١.
(٤) في الأصل : الهمّ. النهاية : ٢ ٢٦٧ ، في حكاية وحكم.
(٥) النهاية : ٢ ٢٦٧.
(٦) يريد أن الرواية بالزاي والميم المخففتين «فأزم» القوم. من «الأزم».
(٧) التحرك للكلام.
(٨) وفي اللسان : «.. فإذا جاء رسول الله ـ ربض ولم يترمرم ما دام في البيت» (مادة ـ رمم) أي سكن ولم يتحرك.
(٩) لم يذكر المؤلف الشاهد ، ولعله الذي ذكره ابن منظور في هذه اللغة :
إذا ترمرم أغضى كلّ جبار
(١٠) النهاية : ٢ ٢٦٨.
(١١) وفي اللسان : بمنزلة الشفة في الإنسان. والمرّمة : المشفر.
(١٢) اللسان ـ مادة رمم. كأنها أرادت : كنا القائمين بأمره حين ولدته إلى أن شبّ وقوي.