قوله : تعالى : (وَرُهْباناً)(١) فقيل : الرّهبان يكون واحدا (٢) وحينئذ يجمع على رهابين ورهابنة. قال الراغب (٣) : ورهابنة بالجمع أليق ؛ ويكون جمعا ، وهو الظاهر ، فمن مجيئه مفردا قول الشاعر (٤) : [من الرجز]
لو أبصرت رهبان دير في جبل |
|
لانحدر الرّهبان يسعى ويصل |
فقال : يسعى بالإفراد ، ولقائل يقول : راعى اللفظ كقول الآخر (٥) : [من الرجز]
لو أنّ قومي حين أدعوهم حمل |
|
على الجبال الصّمّ لا نهدّ الجبل |
ومن مجيئه جمعا قول الآخر (٦) : [من الرجز]
رهبان مدين لو رأوك تنزّلوا |
|
والعصم من شغف الجبال الفادر |
والرّهبوت : مصدر للمبالغة ، كالرّغبوت ، ومن كلام العرب : «رهبوت خير من رحموت» (٧). والرّهب من الإبل : الفرّ (٨) للخوف الذي يحصل له.
ر ه ط :
قوله تعالى : (تِسْعَةُ رَهْطٍ)(٩). الرّهط : الجماعة ؛ قيل : إلى العشرة. وقيل : إلى الأربعين (١٠) ، وأصله في العدد أن يقال : تسعة من رهط لأنّه اسم جمع كقوم ، ويجمع
__________________
(١) ٨٢ المائدة : ٥.
(٢) من جعله واحدا جعله على بناء فعلان.
(٣) المفردات : ٢٠٤.
(٤) أنشده ابن الأعرابي كما في اللسان ـ مادة رهب ، وفيه اختلاف في الرواية.
(٥) البيت استشهد به ابن يعيش على أنهم قد يحذفون واو الضمير اجتزاء بما قبلها من الضم ، ومحل الاستشهاد قوله : «حمل» حيث أراد «حملوا» ، فحذف الواو وأبقى الضمة إيماء للواو المحذوفة (شرح المفصل ٩ ٨٠) ، وفيه اختلاف الرواية.
(٦) البيت لجرير كما في الديوان : ٣٠٥ ، وفيه من شعف العقول. وورد الشاهد في اللسان لكنه مضموم الرويّ وهو خطأ لأن الراء مكسورة في الديوان من قصيدة طويلة. والقادر : المسنّ من الوعول.
(٧) أي لأن ترهب خير من أن ترحم.
(٨) في الأصل : والمرهب .. المفر. الفرّ : الفارّ ، لا يثنى ولا يجمع.
(٩) ٤٨ النمل : ٢٧.
(١٠) وفي اللسان : من ثلاثة إلى عشرة ، أو من سبعة إلى عشرة ، وما دون السبعة نفر إلى الثلاثة (مادة ـ رهط).