فِيهِ مِنْ رُوحِي)(١). وسمّى أشراف الملائكة أرواحا ، وبه سمّى جبريل عليهالسلام في قوله : (وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)(٢) وذلك لما كان له من إحيائه الأموات. وسمّي القرآن روحا لما يحيا به الناس ، وهو سبب في الحياة الأخرويّة المشار إليها بقوله : (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ)(٣) والرّوح : التّنفّس ، وقوله : (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ)(٤) أنه لا ييأس من روح الله ، أي من رحمته وإحسانه اللذين ينفّسان كلّ كرب. وأرواح الإنسان تنفّسه ، والرّيحان ، أيضا ، ذو الرائحة ، كقوله تعالى : (فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ). وقيل : الرّيحان : الرزق. وقيل لبعض الأعراب : إلى أين تذهب؟ فقال : أطلب من ريحان الله ؛ أي من رزقه (٥). وروي : الولد ريحان (٦) ، وذلك كنحو ما قال الشاعر (٧) : [من مجزوء الرجز]
يا حبّذا ريح الولد |
|
ريح الخزامى في البلد |
أو لأنّ الولد رزق من الله تعالى. ومنه قوله عليه الصلاة والسّلام لأمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه : «أبا الرّيحانتين أوصيك بريحانتيّ خيرا في الدنيا قبل أن ينهدّ ركناك». فلما مات النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال عليّ : «هذا أحد الرّكنين» ، فلما ماتت فاطمة قال علي : «هذا الركن الآخر» (٨).
والرّيح معروفة ، قال الراغب (٩) : وهي فيما قيل : الهواء المتحرّك. وقال : وعامة المواضع التي ذكر فيها الله إرسال الريح بلفظ الواحد فعبارة عن العذاب ، وكلّ موضع ذكر
__________________
(١) ٢٩ الحجر : ١٥.
(٢) ١٧١ النساء : ٤.
(٣) ٦٤ العنكبوت : ٢٩.
(٤) ٨٧ يوسف : ١٢.
(٥) المفردات : ٢٠٦. وأجمع أهل اللغة ـ كما في اللسان ـ أن ريحانا في اللغة من ذوات الواو.
(٦) وفي المفردات : الولد ريحان الله. وفي اللسان : .. من ريحان الله.
(٧) المفردات : ٢٠٦.
(٨) النهاية : ٢ ٢٨٨. وقيل : أراد بالريحانتين الحسن والحسين.
(٩) المفردات : ٢٠٦.