ر ي د :
لم ترد هذه المادة في القرآن ، وقد زعم الهرويّ أنّ الإرادة من هذه المادة. قوله تعالى : (فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ)(١) الإرادة للمميّزين ، والمعنى أنّه متهيئ للسّقوط ، وأنشد (٢) : [من الوافر]
يريد الرّمح صدر أبي براء |
|
ويعدل عن دماء بني عقيل |
وقال الرّاعي (٣) : [من الكامل]
في مهمه قلقت به هاماتها |
|
قلق الفؤوس إذا أردن نضولا |
وفي ما قاله نظر لأنّ مادة الإرادة من ذوات الواو لا الياء كما تقدّم في بابه.
ر ي ش :
قوله تعالى : (وَرِيشاً)(٤) استعارة من ريش الطائر ، ومنه : أعطاه إبلا بريشها أي بما عليها من الثياب والآلات ؛ وذلك أنّ ريش الطائر زينة له بمنزلة ثياب الآدميين ، وقد يخصّ بالجناح لأنه أعظم منافعه.
ورشت السّهم أريشه ريشا. فهو مريش : جعلت فيه الريش ، وعبّر به عن الإصلاح ، وعليه قوله (٥) : [من الطويل]
فرشني بخير طالما قد بريتني |
|
فخير الموالي من يريش ولا يبري |
وقرئ : «ورياشا» (٦) فقيل : لغة فيه ، وقيل : الرياش : المال والمعاش ، وقيل : الأكل
__________________
(١) ٧٧ الكهف : ١٨.
(٢) من شواهد ابن منظور ـ رود ، من غير عزو.
(٣) اللسان ـ مادة رود. وفي الأصل : في نفنف.
(٤) ٢٦ الأعراف : ٧.
(٥) قاله عمير بن حبّاب ـ اللسان مادة ريش ، وفي القاموس لسويد الأنصاري.
(٦) نسبها أبو عبيد إلى الحسن. وفي القرطبي نسبتها إلى عاصم من رواية المفضل الضبي ، وإلى أبي عمرو من رواية الحسين الجعفي (ج ٢ ، معاني القرآن للفراء : ١ ٣٧٥). ويقول الفراء : فإن شئت جعلت رياشا جميعا واحده الريش ، وإن شئت جعلت الرياش مصدرا في معنى الريش ، كما يقال : لبس ولباس.