يطلق على سبب السّبّ سبّا ، ومنه : «لا يسبّ الرجل أباه. قيل : كيف يسبّ أباه؟ قال : يسبّ أبا الرجل ، فيسبّ إباه» (١). قال الشاعر (٢) : [من المتقارب]
وما كان ذنب بني مالك |
|
بأن سبّ منهم غلام فسب |
بأبيض ذي شطب قاطع (٣) |
|
يقدّ العظام ويبري العصب |
نبّه بذلك على قول الآخر (٤) : [من الطويل]
ونشتم بالأفعال لا بالتّكلّم
وقد أحسن من قال (٥) : [من الكامل]
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني |
|
فمضيت [ثمة] قلت : لا يعنيني |
والسّبّة : الشيء الذي يسبّ ، قال الشاعر (٦) : [من البسيط]
إن يسمعوا سبّة طاروا بها فرحا |
|
منّي وما سمعوا من صالح دفنوا |
والسّبّ : الكثير السبّ. قال الشاعر (٧) : [من الرمل]
لا تسبّني فلست بسبّي
ويكنى بالسّبّة عن الدّبر كما كني بالسّوءة عنه وعن القبل. والسبّابة من الأصابع : ما يلي الإبهام ؛ سميت بذلك لتحريكها والإشارة بها وقت المسابّة ، كما سمّوها مسبّحة لتحريكها وقته. والسبّ أيضا الثوب الدقيق. ومنه : [من الخفيف]
__________________
(١) النهاية : ٢ ٣٣٠ ، وانظر فيه اختلافه.
(٢) البيتان لذي الخرق الطّهويّ مع ثالث لهما في اللسان (مادة ـ سبب) ، وهما من شواهد المفردات من غير عزو.
(٣) وفي رواية اللسان : باتر.
(٤) من شواهد المفردات : ٢٢٠.
(٥) البيت من شواهد المغني : ١٠٢ ، والإضافة منه.
(٦) البيت للقعنب بن أم صاحب ، كما في معاني الفراء : ٣ ٢٧٦.
(٧) صدر لعبد الرحمن بن حسان يهجو به مسكينا الدارميّ ، وعجزه (اللسان ـ مادة سبب) :
إنّ سبي من الرجال الكريم