فإذا سبّ فيه ذو خلّة رطب
والسّباب مصدر سابّه ، نحو قاتله قتالا. وفي الحديث : «وسبابه فسوق» (١).
س ب ت :
قوله تعالى : (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً)(٢) أي قطعا لأعمالكم التي تزاولونها نهارا ، والمعنى : جعلناه راحة لكم. أو لأنه تنقطع فيه حركاتكم فتسكنون. والسّبات : السكون ، ومنه يوم السّبت لأنه يقال أنه تعالى قطع فيه بعض خلق الأرض ، أو لأنه حرّم على اليهود فيه العمل. يقال : أسبت : إذا دخل في السّبت. وسبت يسبت إذا عظّمه ، ومنه قوله تعالى : (يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ)(٣) أي لا يفعلون ما يجب في شرعهم في هذا اليوم.
وسبت رأسه : حلقه ، ومنه : النّعال السّبتيّة لأنها يحلق شعرها بالدّباغ. وفي الحديث : «يا صاحب السّبتين اخلع سبتيك» (٤). وقيل : سميت بذلك لأنّها ليّنت بالدباغ ، ومنه : رطب منسبتة ، أي لينة. والسّبت : جلد البقر المدبوغ بالقرظ (٥).
س ب ح :
قوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ)(٦). سبحان : علم للتّسبيح ، ولذلك منع صرفه للعلمية وزيادة الألف والنون ؛ فهو في المعاني كعثمان في الأعيان ، وعليه قوله (٧) : [من السريع]
أقول لما جاءني فخره : |
|
سبحان من علقمة الفاخر! |
وأكثر استعماله مضافا كما ترى ، وقد يقطع عن الإضافة ممنوعا. قلنا :
سبّح الجوديّ والحمد
__________________
(١) النهاية : ٢ ٣٣٠ ، والضمير للمسلم.
(٢) ٩ النبأ : ٧٨.
(٣) ١٦٣ الأعراف : ٧.
(٤) وفي النهاية (٢ ٣٣٠): «يا صاحب السبتين اخلع نعليك». وفي س : «.. سبتينا» وهو وهم.
(٥) القرظ : ورق السّلم يدبغ به.
(٦) ٢٢ الأنبياء : ٢١.
(٧) البيت للأعشى كما في اللسان (مادة سبح) غير أن الديوان يروي البيت بشكل مخالف تماما فانظره : ١٤١. والعجز نفسه مذكور في مفردات الراغب (ص ٢٢١) ، وفيه : الفاخر (بالجيم).