للمسربة» (١) هي المجرى ؛ اتّخذت بمجرى الماء عند سروبه. وقيل : أصل السّرب الذهاب في انحدار. والسّرب : المنحدر. وسرب الدمع : سال. وانسربت الحية إلى جحرها. وقولهم في كناية الطلاق : «لا أنده سربك» (٢) أي لا أردّ تلك الدّاهية في سربها ؛ يروى بفتح السين وكسرها. وقالوا : ذعرت سربه أي إبله. وقيل : نساؤه. والسّربة : القطعة (٣) من الخيل ما بين العشرة إلى العشرين.
والمسربة : ما تدلّى من شعر الصدر. وقوله : (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ)(٤). السراب : ما لمع في المفازة كالماء (٥) ، وذلك لانسرابه في مرأى العين. وكأنّ السّراب لما لا حقيقة له كما قال تعالى : (لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً)(٦) كما أنّ الشراب لما له حقيقة. وأنشدني بعضهم في التّجانسّ والتضمين : [من الوافر]
ومن يرجو من الدنيا وفاء |
|
كمن يرجو شرابا من سراب |
لها داع ينادي كلّ يوم |
|
لدوا للموت وابنوا للخراب |
س ر ب ل (٧) :
قوله تعالى : (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ)(٨) السرابيل : جمع سربال ، وهو القميص من أيّ جنس كان ، ويطلق على الدّرع. قال : (وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) والمعنى : تقي بعضكم من بأس بعض. وقد يستعار في المعاني ، كقول لبيد (٩) : [من البسيط]
__________________
(١) النهاية : ٢ ٣٥٧ ، وفيه الكلام منصوب. والمسربة ـ بضم الراء وفتحها. مجرى الحدث من الدّبر.
(٢) يقولون للمرأة عند الطلاق : اذهبي فلا أنده سربك ـ بالفتح في اللسان وبالكسر في المفردات ـ فتطلق المرأة في الجاهلية بهذه الكلمة (اللسان ـ مادة سرب).
(٣) وفي الأصل : القطيعة.
(٤) ٣٩ النور : ٢٤.
(٥) ويروى أنها فارسية ، مركبة من : «سر : رأس+ آب : ماء» والمعنى رأس الماء.
(٦) ٣٩ النور : ٢٤.
(٧) في الأصل بلا لام ، والسياق يتطلب وجودها.
(٨) ٨١ النحل : ١٦.
(٩) البيت منسوب إلى لبيد. كما ينسب إلى غيره ، فانظر الديوان : ٣٥٧.