س ف ه :
قوله تعالى : (كَما آمَنَ السُّفَهاءُ)(١) أي الجهال. والسّفيه جاهل. وأصله خفّة النسج في الثوب. يقال : ثوب سفيه ، أي خفيف النسج. والسّفه أيضا خفّة البدن. وزمام سفيه : كثير الاضطراب. واستعمل في خفّة النّفس كنقصان العقل في الأمور الدّنيوية والأخروية. وقال الشاعر (٢) : [من الكامل]
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم |
|
إني أخاف عليكم أن أغضبا |
أي جهالكم. وقال الآخر (٣) :
مشين كما اهتزت رماح |
|
تسفهّت أعاليها من الرياح |
أي استخفّت.
قوله : (فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً)(٤) أي ضعيف العقل ، اعتبارا بخفّته ، ولذلك قوبل بالرّزانة ؛ فقيل : رزين العقل. فمن السّفه الدّنيويّ قوله تعالى : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ)(٥). ومن الأخرويّ قوله : (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً)(٦). ومثله : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ)(٧) أي في الدّين ، لأنهم أرجح الناس عقلا دنيويا. قوله : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)(٨) أي في نفسه ، أو بمعنى خسر نفسه ، أو الأصل ، سفهت نفسه فحوّل ، كقوله : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً)(٩).
__________________
(١) ١٣ البقرة : ٢.
(٢) البيت لجرير من أصل بيتين كما في الديوان : ٥٠.
(٣) : البيت مضطرب الوزن والمعنى.
(٤) ٢٨٢ البقرة : ٢.
(٥) ٥ النساء : ٤.
(٦) ٤ الجن : ٧٢.
(٧) ١٤٢ البقرة : ٢.
(٨) ١٣٠ البقرة : ٢. ويقول الراغب (ص ٢٧٤): «قيل : سفه نفسه وأصله سفه نفسه فصرف عنه الفعل».
(٩) ٤ مريم : ١٩.