أنه يسلم عليهم. وفي الحقيقة سؤال السلامة فيهم. قوله تعالى : (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ)(١) تنبيه منه تعالى أنه جعله وذرّيته بحيث يثنى عليهم ويدعى لهم. قوله تعالى : (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)(٢) قرئ بالفتح والكسر فقيل : هما بمعنى. وقيل : بالفتح «السّلام» وبالكسر «الصّلح». قوله : (فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ)(٣) هو السّلام ، وقيل : الاستسلام. وفي التفسير : إنها نزلت فيمن قتل بعد إقراره بالإسلام. وقوله : (يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ)(٤) أي أصحّاء لا يمنعهم مانع لأنه روي أنه تصير ظهورهم طبقات فيؤمرون بالسجود فلا يستطيعون. قوله تعالى : (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى)(٥) سلم من عذاب الله. قوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)(٦) يعني ليلة القدر ذات سلام لا داء فيها ، ولا يستطيع شيطان أن يعمل فيها شيئا.
قوله تعالى : (وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ)(٧) أي استسلموا لأمره. قوله : (وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ)(٨) أي المقادة. قوله : (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(٩) أي ينقادوا لحكمك انقيادا. يقال : سلّم واستسلم : إذا انقاد وخضع. قوله : (فَلَمَّا أَسْلَما)(١٠) أي أسلما أمرهما لأمر الله. قوله : (سَلامٌ هِيَ)(١١) أي ليلة القدر ذات سلامة من الآفات ، ولذلك لم يستطع شيطان أن يفتن فيها. قوله : (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى)(١٢) أي السلامة والأمن لمن اهتدى فلم يضلّ. قوله : (وَرَجُلاً سَلَماً)(١٣) أي خالصا لا شرك فيه. وزعم بعضهم أنه
__________________
(١) ٧٩ الصافات : ٣٧.
(٢) ٢٠٨ البقرة : ٢.
(٣) ٩٠ النساء : ٤. والآية مكتوبة في الأصل خطأ فصوبناها.
(٤) ٤٣ القلم : ٦٨.
(٥) ٤٧ طه : ٢٠.
(٦) ٥ القدر : ٩٧.
(٧) ٨٧ النحل : ١٦.
(٨) ٩١ النساء : ٤.
(٩) ٦٥ النساء : ٤.
(١٠) ١٠٣ الصافات : ٣٧.
(١١) ٥ القدر : ٩٧.
(١٢) ٤٧ طه : ٢٠.
(١٣) ٢٩ الزمر : ٣٩.