المذاهب في غير هذا. وهمزته همزة وصل ، وقد ثبتت درجا (١). قال (٢) : [من الطويل]
وما أنا بالمخسوس في جذم مالك |
|
ولا من تسمّى ثم يلتزم الإسما |
قال بعضهم : كلّ سماء إلى ما دونها سماء ، وبالإضافة إلى ما فوقها أرض إلا السماء العليا فسماء بلا أرض. قال الراغب : وعليه حمل قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ)(٣) ، والسماء تذكّر وتؤنّث. ومن التذكير قوله (٤) : [من الوافر]
فلو رفع السماء إليه قوما
فالهاء في «إليه» للسماء. وقيل : إن أريد بالسماء هذه المظلّة فمؤنثة فقط ، وإن أريد بها الماء والنبات فمذكّر كقوله : (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ)(٥). والبيت المتقدّم يردّ هذا. والسماوة : الشخص العالي. قال (٦) : [من الرجز]
سماوة الهلال حتى احقوقفا
__________________
(١) جاء في هامش الورقة ١٦٥ ، من النسخة ح : «الاسم : وهو سمو عند البصريين بدليل جمعه على أسماء وتصغيره على سميّ ... ووسم ووسمت. ولو كان أصله كما قاله الكوفيون (وسما) كان كلّ منهما على العكس. وله خمس لغات : اسم واسم ـ والكسر أجود ـ وسم ، وسم ، وسمّى كهدى. والقياس الخطيّ فيه ألا تحذف ألفه في حال الدرج في الخط كما لا تحذف في «باسمك» وكما لا تحذف في حال الابتداء في اللفظ فحذفوها في «بسم الله» لكثرة الاستعمال. وقال أبو البقاء : لو قلت : «لاسم الله» أو «باسم ربي» أثبتّ الألف.
(٢) البيت للأحوص (اللسان ـ مادة سما). والبيت مضطرب في الأصل فصوّبناه منه.
(٣) ١٢ الطلاق : ٦٥.
(٤) أنشده ابن بري. وعجزه كما في اللسان (مادة ـ سما) ، وفي معاني القرآن للفراء (١ ١٢٨ و ٣ ١٩٩) :
لحقنا بالسماء مع السحاب
وعند الفراء : لحقنا بالنجوم.
(٥) ١٨ المزمل : ٧٣.
(٦) الرجز للعجاج ، الديوان : ٢ ٢٣٢. يريد بسماوة الهلال : أعلاه. والسماوة : (كما في شرح الديوان) الشخص ، شخص كل شيء. احقوقف : اعوجّ.