والسّلام : «سائل الأطراف» (١) أي ممتدّها. ويروى سائن بالنون ، وهما بمعنى ، [مثل](٢) جبريل وجبرين وعزيل وعزين.
س ي ن :
قوله : (طُورِ سَيْناءَ)(٣) قرئ في المتواتر بكسر السين وفتحها (٤) ، وهما لغتان في اسم جبل. قيل : الكسر لغة كنانة والفتح لغة غيرهم. ووجه الفتح أن يكون وزنه فعلاء كحمراء. ووزنه على الكسر فيعال ؛ فهمزته منقلبة عن زائد ملحق بالأصل جعلوها كعلياء ، لأنهم ليس في لغتهم فعلاء بكسر الفاء وألفه للتأنيث. وقيل : اللفظة أعجمية فنطقت بها العرب كيف شاءت على عادتها في تلاعبها بالأعجمية. ففتحوا سينها تارة وكسروها أخرى. فالمنع من الصرف حينئذ للعلمية والعجمة الشخصية. وقيل بل مركّب تركيب مزج كبعلبكّ. ولنا فيه كلام أوسع من هذا في «الدرّ» و «العقد» وغيرهما. فعليك بالالتفات إلى ذلك.
وقوله تعالى : (يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ)(٥) فقيل : هما حرفا تهج ك «طه» (٦) وهو الظاهر. وقيل : يا للنداء ، وسين منادى. وقيل : هو اسم من أسماء نبيّنا محمد صلىاللهعليهوسلم. والظاهر الأول. كقوله : (حم عسق)(٧)(طس)(٨)(طسم)(٩) في سورها. فالسين في هذه حروف تهجّ كسابقه.
__________________
(١) النهاية : ٢ ٤٣٤.
(٢) إضافة المحقق للسياق.
(٣) ٢٠ المؤمنون : ٢٣.
(٤) قرأ أهل الحجاز «سيناء» بكسر السين والمد. وقرأ عاصم وغيره «سيناء» ممدودة مفتوحة السين (معاني القرآن للفراء : ٢ ٢٣٣). وقرأها «سينا» بغير همز الأعمش (مختصر الشواذ : ٩٧).
(٥) ١ و ٢ يس : ٣٦.
(٦) ١ طه : ٢٠.
(٧) ١ و ٢ الشورى : ٤٢.
(٨) ١ النمل : ٢٧.
(٩) ١ الشعراء : ٢٦.