أما لو لم يكن للفرس إلا |
|
نجار الصاحب العدل الجليل |
لكان لهم بذلك خير فخر |
|
وخيلهم بذلك خير خيل |
فقال الصاحب بن عباد لبديع الزمان : قم فأجب عن صاحبك وأنيسك. فارتجل وقال (١) : [من الوافر]
أراك على شفا خطر مهول |
|
لما أودعت رأسك من فضول |
طلبت على مكارمنا دليلا |
|
متى احتاج النّهار إلى دليل؟ |
متى قرع المنابر فارسيّ |
|
متى عرف الأغرّ من الحجول؟ |
متى علقت وأنت بها زعيم |
|
أكفّ الفرس أطراف الخيول |
فخرت بملء ماض فيك فخرا |
|
على قحطان والبيت الأصيل |
فخرت بأنّ ماكولا وليسا |
|
وذلك فخر ربّات الحجول |
تفاخرهنّ في خدّ أسيل |
|
وفرع في مفارقه أسيل |
فقال الصاحب لذلك الشعوبيّ : كيف رأيت؟ فقال : لو سمعت بمثل هذا ما حذقت. فقال له الصاحب : جائزتك جوارك ، إن رأيتك في ملكي بعدها ضربت عنقك. فشكر الله لابن عباد هذا الصنيع ، فإنه للإحسان غير مضيع.
وقيل : الشّعب : القبيلة المتشعّبة من حيّ واحد. والشّعب ـ بالكسر ـ من الوادي : ما اجتمع منه طرف وتفرّق منه طرف. فإذا نظرت إليه من الجانب الذي يتفرّق أخذت في وهمك واحدا ، وإذا نظرت إليه من جانب الاجتماع أخذت في وهمك اثنين اجتمعا ، فلذلك قيل : شعبت الشّيء : جمعته ، وشعبته : فرّقته ؛ فهو من الأضداد عند بعضهم ، وليس كذلك لما ذكرنا من القدر المشترك.
وشعيب إذا لم يكن اسما للنبيّ المعروف صلىاللهعليهوسلم فهو تصغير شعب أو شعب. وشعب الذي هو مصدر لشعبت الشيء. والشّعيب : المزادة الخلقة المتشعّبة. وقال شمر : الشّعبة
__________________
(١) غير مذكور في ديوانه.