ولا عيب فيها غير شكلة عينها |
|
كذاك عتاق الخيل شكل عيونها |
وفي مقتل عمر : «فخرج لهم النبيذ مشكلا» (١) أي مختلطا من جراحه .. ومن ثمّ استعير : أشكل الأمر ، أي اختلط. وفي الحديث : «أنّه كره الشّكال في الخيل» (٢) قيل : هو أن يكون تحجيله بإحدى يديه وإحدى رجليه ـ كما تقدّم ـ وقال أبو عبيد : هو أن يكون ثلاث قوائمه محجلة وواحدة مطلقة ؛ أخذ من الشّكال الذي يشكل به الخيل ؛ شبّهه به. قال : لأنّ الشّكال إنّما يكون في ثلاث قوائم. كذا قاله ، وفيه نظر ؛ إذ الشّكال إنما هو في اثنتين كما قاله الراغب وغيره (٣).
ش ك و :
قوله تعالى : (وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ)(٤) يقال : شكيت واشتكيت بمعنى. والشّكو والشّكاية والشّكاة والشّكوى كلّها بمعنى إظهار البثّ والحزن. ومنه قوله تعالى : (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي)(٥) أي لا أظهره إلا له. ويقال : أشكاه ، أي جعل له شكوى ، نحو : أمرضه. وأشكاه : إذا أزال شكايته ؛ فهو من الأضداد. وفي الحديث : «شكونا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حرّ الرّمضاء في أكفّنا وجباهنا فلم يشكنا» (٦) أي فلم يأمرنا بأن نتّقي ذلك بأطراف ثيابنا. وقال الهرويّ : يريد أنهم شكوا إليه حرّ الشمس وما يصيب أقدامهم ، فسألوه تأخيرها إلى وقت الإبراد قليلا. «فلم يشكهم» أي فلم يجبهم ، انتهى. وفيه نظر لأنّ الإبراد ثابت بالسّنّة المشهورة ، فلم يبق إلا ما قدّمته وفي الحديث : «ويكثرن الشّكاة» (٧) أي الشكوى. وأنشد ابن الزبير (٨) : [من الطويل]
__________________
(١) النهاية : ٢ ٤٩٦.
(٢) النهاية : ٢ ٤٩٦.
(٣) المفردات : ٢ ٢٦٩ ، وفي النهاية كذلك ويضيف : «من خلاف».
(٤) ١ المجادلة : ٥٨.
(٥) ٣٦ يوسف : ١٢.
(٦) النهاية : ٢ ٤٩٧.
(٧) صحيح مسلم ، العيدين : ٤.
(٨) قاله ابن الزبير لما قيل له : يا بن ذات النطاقين. وصدره :
وعيّرها الواشون أني أحبّها
والبيت لأبي ذؤيب في رثاء نشيبه (ديوان الهذليين ـ القسم الأول : ص ٢١).