شكال : إذا كان تحجيله (١) بإحدى يديه وإحدى رجليه كهيئة الشّكال ، وذلك أنّ سلطان السّجيّة قاهر للإنسان (٢) وهو في المعنى كقوله عليه الصلاة والسّلام : «كلّ ميسّر لما خلق له من شقيّ أو سعيد» (٣).
والأشكلة : الحاجة التي تقيّد الإنسان. والإشكال في الأمر : التباسه ، وهو استعارة من ذلك ، كالاشتباه من الشّبه. يقال : أشكل الأمر وشكل ، أي اشتبه ، لدخول شكل غيره عليك ، واشتباهه عليك للماثلة. قوله : (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ)(٤) أي مثل له في الهيئة وتعاطي الفعل ؛ وذلك أنّ المشاكلة في الهيئة والصورة والقدّ في الجنسية والشّبه والمثل في الكيفية ، ويقال في الكمية. والشّكل ـ بالكسر ـ قيل : هو الدّلّ ، وهو في الحقيقة الأنس بين المتماثلين في الطريقة. ومن هذا قيل : الناس أشكال وألاف. وأصل المشاكلة من الشّكل ، أي تقييد الدابّة ـ كما تقدّم تحقيقه. وقال قتادة : «على شاكلته» أي على جانبه وعلى ما ينوي. وقال ابن عرفة : على شاكلته : على خليقته ومذهبه. ويقال : ليس هذا من شكلي ، أي من مذهبي. وكلّها أقوال متقاربة. وفي صفته عليه الصلاة والسّلام : «أشكل العينين» (٥). قال الهرويّ : سمعت أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن مالك الداريّ ـ وكتبه لي بخطّه ـ قال : «سألت ثعلبا عن الحديث فقال : كذا كانت عيناه (٦) ، كان في عينيه سحرة» (٧) يقال : في عينيه سحرة : إذا كان فيه بياض وحمرة. وقال غيره : يقال : أشكل : إذا خالطه الدم. وقال أبو عبيد : الشّهلة : الحمرة في سواد العين ، والشّكلة : الحمرة في بياضها ، وهو محمود ، وأنشد قول الشاعر (٨) : [من الطويل]
__________________
(١) يجوز في الدابة التذكير والتأنيث.
(٢) وفي س : الأنساب.
(٣) المفردات : ٢٦٦.
(٤) ٥٨ ص : ٣٨.
(٥) النهاية : ٢ ٤٩٥.
(٦) وفي الأصل : عينيه.
(٧) وفي التهذيب : وفي حديث علي في صفة النبي صلىاللهعليهوسلم : «في عينيه شكلة». والشكلة : كهيئة الحمرة تكون في بياض العين.
(٨) من شواهد الفراء في معاني القرآن : ١ ٣٨٣ ؛ وفيه : غير شهلة .. عتاق الطير شهلا. وفي اللسان ـ مادة شكل : عتاق الطير.