المطوّلة البناء ، المرتفعة. يقال : شاد بنيانه وشيّده : إذا علّاه. ويقال : أشاد بذكره ، أي رفعه ونوّه به قال الهرويّ : ولا يقال في هذا شاد ولا شيّد. وفي الحديث : «أيّما رجل أشاد على امرئ مسلم كلمة هو منها بريء» (١) أي رفع ذلك وأظهره. والإشادة : أيضا : رفع الصوت. يقال : أشاد فلان صوته ، وهو رفع في المعنى.
ش ي ط :
قوله تعالى : (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ)(٢) قد تقدّم أنّ في اشتقاقه قولان : أحدهما من شطن وهو الصّحيح. والثاني من شاط يشيط : إذا هاج واحترق. وإنّ الاشتقاق يردّه وإن كان معناه صحيحا. وفي الحديث : «إذا استشاط السلطان تسلّط الشّيطان» (٣) أي إذا تحرّق من شدّة الغضب. ويقال : شيّط الطباخ الرؤوس والأكارع : إذا أشعل فيها حتى يتشيّط ما عليها من الشّعر والصّوف.
وشاط السّمن حتى كاد يحترق. وثم يعبّر به عن الهلاك والإهلاك ؛ فيقال : شاط (٤) دمه وأشاطه. وقال الأعشى (٥) : [من البسيط]
وقد يشيط على أرماحنا البطل
وفي الحديث : «أن فلانا قاتل حتى شاط في رماح القوم» (٦). وشاط لحم الجزور : إذا قسّمها. ومنه قول عمر رضي الله عنه : «إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرجل المسلم البريء فيشاط لحمه كما تشاط الجزور» (٧).
__________________
(١) النهاية : ٢ ٥١٧.
(٢) ٩٨ النحل : ١٦.
(٣) النهاية : ٢ ٥١٨.
(٤) وفي الأصل : شاطه.
(٥) وصدره كما في الديوان (ص ٦٣) :
قد نخضب العير من مكنون فائله
(٦) النهاية : ٢ ٥١٩. أي هلك.
(٧) النهاية : ٢ ٥١٩.